كريم معتوق: رحلةٌ لابدَّ منها
فن وثقافةالآن سبتمبر 22, 2022, 5:12 م 973 مشاهدات 1
"ومن المرافئ في الخلود
أطلُّ من شباكي الأعلى
على الدنيا
لأبصر جلّ من فيها
بريبٍ يلهثون"
هي قصيدة رائعة بكل المقاييس ، في صياغتها الرؤيوية ،في فكرتها المبتكرة ، في معطياتها الوجدانية. بدا شاعرها يتحدث من وراء عالم ٍغيبيٍّ ، رغم وجوده في العالم الأرضي، قصيدة قد تستدعي إلى الذاكرة أجواء (رسالة الغفران) ، إلا إنها كُتبتْ بأسلوب شعريٍّ عصريٍّ متقن ،تناولت شخصيات الماضي البعيد والقريب ، كيف يتجاورون ويتعايشون في العالم الآخر،بعد أن غادروا أضواء الدنيا وضوضاءها؟، وماذا قد يقول الأحياء عن الراحلين خيراً أو شرًّا؟.
هي تساؤلات وتصورات تساور النفس البشرية بين العالمين الدنيوي والغيبي منذ الأزل.
هنا الشاعر الإماراتي القدير كريم معتوق ، الحاصل على لقب "أمير الشعراء" في النسخة الأولى من برنامج مسابقة أمير الشعراء التلفزيونية الشهيرة ،وهو من أهم الأسماء الشعرية خليجيًّا وعربيَّا ، يصافحنا مشكوراً بهذا النص الرائع من روائعه الشعرية التي اعتاد عليها متابعوه ومحبوه:
إنْ مِتُّ عن ماذا تُراهُم يبحثونْ
وأنا المُحلّقُ في ذُرى الإيمانِ
ما بينَ الكواكبِ خارجاً من محنةِ الوقتِ
المُقيّدِ كالسُجونْ
لا قيدَ لا أزمانَ تحبِسُني
ولا هُم يحزنونْ
إنْ مِتُّ عن ماذا تُراهم يبحثونْ
سيُهرْوِلُ الأبناءُ للميراثِ
ماذا قد تركتُ لزوجةٍ أخرى
فمِن عاداتِهم سيُفتّشونْ
قد كانَ لي بيتٌ ومكتبةٌ
تركتُ لها الغبارَ
فلن تُمدَّ لها يدٌ بعدي
فلا مَن يَقرؤُونْ
ولطيبةٍ في بعضِهمْ
كيما أبرّئُ ذمّتي قد يسألونَ عن الديونْ
***
وسيبحثُ النقّادُ عن خللٍ
بأطرافِ القصائدِ
حينما يدْرونَ أني لن أردَّ سيكتُبونْ
كلٌّ بذِمّتِهِ .. أنا في ذِمّتي
أني كتبتُ قصائداً حُبلى
بأخيلةٍ تلبَّسَها الجُنونْ
وسيُبْرِزونَ الحزنَ في شِعري
ورُؤيا الموتِ
ماذا قد كتبتُ عن المماتِ ، وآخرونْ
سيُدَبّجونَ مدائحاً
أدري تليقُ ولا تليقُ
وكلّما زادتْ كراماتُ الرحيلِ سيُكرِمونْ
في حفلةِ التأبينِ
كان يحبُّ ، بل كانت صداقتُهُ ،
كلاماً لستُ في سَعةٍ لأشكُرَهمْ
رفاقٌ طيّبونْ
ولربّما تبكي عليَّ بناتُ أفكاري
بأنْ لا تقتَفيني
يصمتُ الجِنيُّ في شِعري
يحدّقُ في العيونْ
إذ لا يراني يكسِرُ الأقلامَ
يعتزِلُ الكتابةَ
زاهداً فيما يُقالُ ويكتبونْ
ولربما يَبكيكَ جارٌ كنتَ تَسقي وردَهُ
إنْ غابَ ، تحرُسُ بيتَهُ
لا بدَّ أنْ يبكي فراقَكَ حُرقَةً
والعابرونَ يمثّلونْ
ستراهمُ مِن سقفِكَ العُلْويِّ
إذْ يتغامزونْ
ها أنتَ لا يعنيكَ ماذا أحدَثوا ، قالوا
ولا أمرُ النميمةِ يبْتني غضباً
وإنْ كانوا بغيْبتِكَ الكبيرةِ يفرحونْ
***
وحبيبةٌ بالسرِّ قد تَنأى هناكَ لعلّني
في آخر الساعاتِ مِن عُمري
كتبتُ قصيدةً لم تكتملْ
ألَقاً ، كِناياتٍ ، لُحونْ
شِعراً كموسيقى الجنائزِ
صاغَها "موزارْت" لم يُكملْ نهايَتَها
إذِ انقضَتِ الثواني
بينَ أوراقي تفتّشُ في شُجونْ
حزناً تُقلّبُ في القُصاصاتِ الكثيرةِ
ربّما تلْقَى وصيّةَ شاعرٍ
وترى اسمَها كيما تبوحُ بسِرّها
ويقدِّرُ الأبناءُ لمّا يكبرونْ
ـــــــ هذا المغادرُ شاعرٌ وأحبّني فترفّقوا
إنْ مرَّ ديوانٌ له
قولوا بهِ خيرَ الكلامِ ، ترحَّموا
سرّاً ، علانيةً ، إذا قاموا له يترَحّمونْ
***
ومِن المرافئِ في الخلودِ
أطِلُّ مِن شُبّاكيَ الأعلى على الدنيا
لأبصِرَ جُلَّ مَن فيها بريبٍ يلهَثونْ
عبثاً سباقُ المالِ مُحتدِمٌ
سباقُ الجاهِ في أقصى مداهُ
كأنَّهم أبداً إلى الدنيا حَيارى جائعونْ
جشعاً وأكبرُ ما يروْنَ أراهُ أصغرَ
ثُم يصْغُرُ ها هنا في فُسحَةِ البالِ الذي
قد ضيَّعوهُ بظنِّهِم سيُخَلَّدونْ
يَستأْمِنونَ حَصافةَ الدُنيا
يزيدُ النقصُ بالأيامِ حينَ نمرُّها
بغدٍ يقالُ بأنَّهم مَرُّوا
وكانوا باعةً يتَجَوّلونْ
إنْ مِتُّ لا يعني ليَ الماضي
ولا كلُّ الذين تركتُهم خلفي
على سطحِ البسيطةِ يحرُثونْ
إذْ إنهم يوماً إليَّ لَقادمونْ
سأكونُ منشغِلاً بأطيافِ المجرَّةِ
أحضُرُ استقبالَ مَنْ رَحلوا
سيأتي الراحلونْ
أمي ، أبي رَحَلا وأصحابُ الدراسةِ
كلّهُم في حفلةِ الترحابِ شاخصةً قلوبُهمُ
لمَنْ يستَقْبِلونْ
وأظلُّ مأخوذاً بأمي غادرتْ ليلاً
تلفّظَتِ الشهادةَ بابتسامَتِها
لتمنعَ إخوتي أنْ يحزَنوا
حين استبدَّ بنا السُكونْ
قالتْ لتدفِنَ خوفَنا :
قد يلتقي الأحياءُ أو لا يلتقونْ
لكنّما الأمواتُ حتماً يلتقونْ
وأرى أبي بالخيرِ يرفَلُ هانئاً
مِن بعدِ فقرٍ بالحياةِ فلم يذقْ
غيرَ الشقاءِ بما ابتناهُ الكادحونْ
العابرونَ مِن الرجالِ ليسعَدَ الأبناءُ
لا إنصافَ في دُنيا التزاحمِ
ها هنا الإنصافُ
هذا الخيرُ في سَعةٍ فلا يتزاحمونْ
ولربّما سأرى صِحابَ نبيِّنا
بالجنةِ الكبرى هناكَ مُبشّرونْ
ولربّما سأرى هنالكَ "حمزةً " من غير نقصٍ
كِبْدُهُ في صدرهِ فرِحاً بما أعطاه ربٌّ
إذْ يُكافَى السابقونْ
سأمُدُّ أقبِيَةَ الرِضا
إذْ ألتقي فرِحاً بمَن ركِبوا السفينةَ خلفَ " نوحٍ " ،
قصةُ الطوفانِ ناقصِةُ التفاصيلِ الصغيرةِ
كيف ناموا ، كيف قاموا ،
كيف كانوا في البَلا يتقلّبونْ
وللحظةٍ تخضَّرُ أفراحي إذا أتَتِ الجزائرُ
تحملُ الراياتِ للنصرِ الكبيرِ
ومرَّ بي شهداؤُها المليونُ إذ يَتَباشرونْ
لم أعتذرْ ، لا وقتَ للأعذارِ
إنْ جادَ اللقاءُ وجاءَ "يوسُفُ" دونَ إخوتِهِ
لأُبصِرَ حُسنَهُ وعفافَهُ
لأقولَ سبحانَ الذي
سَوّاكَ مِن كُنْ كيْ تكونْ
إنْ مِتُّ عن ماذا تُراهم يبحَثونْ
سنكونُ أرواحاً من الأنوارِ
لا أحقادَ بالموتى هنا
بالوردِ والكلماتِ ، بالحبِّ المعَطّرِ بالحروفِ
أراهُمُ يتقاذَفونْ
سأمُدُّ أوردَةَ اشتياقي ساعةً أخرى
أمرُّ بلهفةِ القنّاصِ عن هدفٍ هنا
والعبقريّاتُ الكبيرةُ حولَنا يتجمّعونْ
يتساقَطُ التفاحُ ألواناً
ولم يشغلْ به " نيوتنْ " قوانينَ التجاذُبِ
هنا هنا فَرِحاً ومنشغلاً بما لا يشغَلُ الأذهانَ
ها هم كلُّهم يتأمّلونْ
ما صاغَهُ الرحمنُ من وعدٍ ليصدُقَ
لا فراقَ ولا اشتياقَ
ولا كآبةَ أو ظُنونْ
وأنا هناكَ أمُرُّ مِن بينِ الجُموعِ
أراقِبُ السيلَ الجميلَ
هناكَ "مولديني" و"بيكاسّو" و"دالي"
جالسونَ على الحشائشِ يرسُمونْ
وهنا " نزارٌ " قُربَهُ " السيَّابُ "، " درويشٌ "
على خُضرِ الأرائكِ ينظرونَ لقامةٍ كبرى
هو " المتنبّئُ " الأعلى
أراهُمْ يسألونْ
فيما تُرى يعنيهِ مطلعُهُ
( أحادٌ أم سُداسٌ في أحاد )
ذلك الشعرُ الذي قد حارَ فيه الناقدونْ
ورأيتُ فيما قد رأيتُ عجائباً
أعداءُ أمسٍ لا ضغينةَ
فالفرَزْدَقُ قربَه يمشي جريرٌ
لا هجاءَ ودونَ مقبرةِ التفاخُرِ إذْ بها يتناحَرونْ
وكأنّ موسيقا تجيءُ من البعيدِ
وصارَ يسمعُ لحنَهُ "بيتهوفن" المسكونُ موسيقا
" بليغٌ " حولَه الأقرانُ
في حبٍّ أراهمْ يعزِفونْ
ولربّما أُعطيهِمُ شعراً بلا وجَعٍ
يُجاري عزفَهُمْ
حرفاً يُطوِّحُ بالجمالِ ،
أقيمُ أمسيةً من الشعرِ المُقفّى في دمي
وأظنُّهم سيُصفِّقونْ
في كلِّ ما ألقى أمرُّ بدهشةٍ
غصباً أجاوِزُها لأبلغَ دهشةً أخرى
من العظماءِ في الدنيا
وكم مِن عثرةٍ عاشوا وهمْ يتحمّلونْ
***
للموت مئذنةٌ وناقوسٌ
وصافرةُ البدايةِ بالولادةِ للسباقِ
جميعُهم خَيلٌ بمضمارِ الحياةِ
إلى المماتِ برهبةٍ يَتَدافعونْ
إنّ الحياةَ قصيرةٌ
فالموتُ يكشِفُ طولَها
لا عرضَ فيها لا اتّساعَ وكلّما
جَدٌ يُغادِرُ فابنُه يجري وأحفادٌ له يتَناسَلونْ
ما ماتَ مِن أحدٍ فِدا أحدٍ
وإن كانتْ شعاراتٌ بها الأوطانُ
ترفعُها مَجازاً
ليس مِن أحدٍ فِدا أحدٍ جميعاً ميِّتونْ
***
ستظلُّ ذاكرةٌ إلى أجَلٍ
كما صَنعتْ لنا " الخنساءُ "
لمّا ودّعتْ "صخراً " وأجْزَتْ بالبكاءِ وغادرَتْ
لتظلَّ في الشِعرِ المدوَّنِ والمُتونْ
وكما سَخا " دافنشي " بالألوانِ
خلَّدَ بسمةً فيها الغموضُ
بلوحةِ " المونليزا " في صدرِ المتاحفِ
دُرّةً فوقَ الفنونْ
قد ماتَ والأعداءُ ماتوا
خالداً فيما أقامَ
وقد مضى النسيانُ يحمِلُ
كلَّ مَن في جهلهِم يتَحَصّنونْ
حينَ انتفى "الحلّاجُ " صلّى ركعتينِ
وغادرَ الصوفيُّ مُبتسماً
وكفّرَهُ دُعاةُ الجهلِ والتكفيرِ
ظلَّ مُخلَّداً ذكْرى ويدري العارِفونْ
لا بدَّ مِن حرثٍ لذاكرةٍ
لتبقى " أمُّ كلثومٍ " صدى الأيامِ،
غاباتٍ تظلِّلُ كلَّ مَن عَشِقوا
وكانوا تحتَ خيمتِها بصوتٍ يسكَرونْ
والعاشقونَ كأنهم نملٌ بأسرابٍ يسيرُ
بكلِّ ما توصي الحياةُ إلى البقاءِ
و بالرحيلِ سيُؤمِنونْ
***
عِطرٌ بمِنْشَفةِ الحياةِ
يظلُّ يعتَصِرُ السنينَ
وسوْءَةُ الأيامِ لا تُجدي
ولا تُغني قواميسُ الأسى مَن يَبْخسونْ
مجداً يخلّدُ " طارقاً "
فالموتُ داهمَهُ بسجنٍ
كان أندلساً ومولاهُ انتهى
في زحمةِ الأمواتِ لا أمجادَ ذاكرةٍ لمَن كانوا
إليهِ يُداهِنونْ
ولتبْقَ خاطرةٌ على الأيامِ قد تُجدي مغامرةٌ
كما عانى " كولمبس" واهتدَى
لتكونَ أمريكا بكلِّ حضارةِ الدنيا
بعلمٍ أو مُجونْ
ويكونَ سقفُ العلمِ مرفوعاً
لنعرفَ ثورةَ التكييفِ والمِصباحِ
والنورِ الذي قادَ البسيطةَ للفضاءِ
وجاوَروا قمراً إلى العشاقِ مبتسِماً حنونْ
للعدلِ أستثني غبارَ الموتِ مُذ أنَّتْ
"هيروشيما "به حزناً إذِ انطَفَأتْ
بها عللُ الحياةِ ولمْلمَ الجرحَ الكبيرَ الخاسرونْ
لا فرقَ في الموتِ المُؤَجّلِ والمُعجَّلِ
كلُّنا حجرٌ من النردِ استفَقْنا
بالمسافةِ بيننا من إصبعينِ أظنُّها
بينَ المقامِ إلى البقاءِ لراحِلونْ
***
لا ضيرَ أن يبقى الخلودُ
إذا تبدَّلتِ الجلودُ وصارَ نوراً
ذلك الجسدُ المُقيّدُ بالسنين كأنّنا
أسرى إلى الجسدِ المُرَهّلِ مُدمِنونْ
مللٌ إذا طالَ البقاءُ ومدَّ موّالاً
وكانَ بآخِرِ المَوّالِ أوّلُهُ
وكانَ بأوّلِ الموّالِ آخِرُهُ
كما يصِفُ البضاعةَ في الرتابةِ مُعلِنونْ
هي رحلةُ اللابدّ أعجَبُ ما يُرى فيها
بكاءُ الطفلِ منذُ البدءِ ثمّ بكاؤُنا حزناً عليهِ
إذا مَضى وغداً سيُبْكَى مَن أتَوْهُ يوَدِّعونْ
***
إنْ مِتُّ عن ماذا تُراهُم يبحثونْ
هذي المُروجُ مُحاطةٌ
بالسحرِ مِن قبلِ النُشوءِ
وحارَ فيها المُبصرونْ
وأنا القريبُ أحِسُّ بالرحمنِ، رحمتُهُ تُجاوِرُني
إذا استقْبلْتُه ماءً برائحةِ الوضوءِ
وليس حولي حاسدونْ
فلمَن لُجوئي يا إلهَ الكونِ
ما بعدَ الحقيقةِ هذه
فلكَ اللجوءُ لك المَرَدُّ
لك الكبارُ مع الصغارِ سيُقْبِلونْ
***
في الأرضِ أقمارٌ تغيبُ
وهذه الأقمارُ في سعيٍ
فطُفْ بالعَرضِ أو بالطولِ
في هذا الجمالِ فلنْ يردَّكَ حاقدونْ
الكلُّ مُنشغِلٌ بأنغامِ المجرَّةِ
ها هنا فرّاشُ مدرسةٍ وعاملةُ النظافةِ
والملوكُ الغابرونْ
كلٌ على سَجّادةِ الإيمانِ بالربِّ الكريمِ
بكلِّ ما أعطى ويعطي بالرضا يتفاءَلونْ
للموتِ رحلتُهُ الغنيّةُ بالرفاقِ
فإنْ أتى أعداءُ أوطانٍ هنا
يمضونَ في أمنِ السلامِ
جميعُهم يَتَقاربونْ
الخالدونُ مع الأُولى لم يخلُدوا
وقبيلةُ البسطاءِ في فرحٍ هنا
كلٌّ بسيرتِهِ الجميلةِ لا يُقالُ بأنهم لا يُذكَرونْ
ألقٌ هناك وليسَ من أسَفٍ لِما أبقيْتَ
يأتيكَ الرجالُ الصالحونَ
مع النساءِ من القُرونْ
هي رحلةُ اللابدّ آخرُ ما حملْتُ من الرحالِ
الخوفُ مِن سَقَطِ المتاعِ هناكَ
لا جدوى فدَعهُم يبحثونْ
معيض الشهري سبتمبر 23, 2022, 10 ص
لله درك ناقلا فلقد أفدت القارئين ذوي الشجون هذي الحروف بذاتها تحيي القرائح والأنامل كي تجود ويكتبون لا لم أمل وودت لو طالت وجلست ابحر في سما وجدانها سحرا وآصالا فما من مثل هذا الفن حقا يسأمون تحياتي