داهم القحطاني: صوتي لموضي

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 3198 مشاهدات 0


وكأننا كنا ننتظر موضي المطيري، المرشحة في انتخابات مجلس الأمة منذ زمن طويل، فترشيح موضي جاء في وقته تماماً، فكم كان العمل السياسي في الكويت يحتاج إلى مرشحة مثقفة ومفوهة، ولديها طرح سياسي واضح يلامس الواقع الكويتي، وإضافة إلى كل ذلك لديها المقدرة والفرصة لأن تتنافس على مقعد نيابي في دائرة، كانت تقليدياً مغلقة تماماً على الرجال، وعلى مرشحي القبائل دون غيرهم.

موضي إن فازت، وهي على وشك أن تفوز، ستكون بداية لأمواج جارفة ستغير من المشهد السياسي في الكويت وإلى الأبد، فالمرأة الكويتية ستدرك أن الخلل في عدم وصول أي امرأة في آخر مجلسين للأمة لم يكن أحد أهم أسبابه سوى أن النساء وخلال ترشحهن لعضوية مجلس الأمة لم يجتهدن لتقديم طرح سياسي واعٍ يلامس الواقع ويتم تقديمه بعبارات جاذبة، وبسياق منطقي ومتوازن تماماً كما فعلت موضي المطيري في حملتها الانتخابية التي أذهلت الملايين من داخل الكويت وخارجها. 

كنا نردد دوما أن التغيير الجذري في العمل السياسي الكويتي لا بد أن يحصل مهما تأخر، وكنا نأمل أن يتم هذا التغيير على يد الشباب الواعد، وبالطبع كان الظن أنهم من السياسيين الرجال، لتأتي موضي من اللاموعد وتنبهنا بأننا لم ننتبه بأن الشابات الكويتيات لديهن الكثير من الاطلاع والوعي السياسي، إلا أنهن كن ضحايا لبورجوازية العمل النسائي في الكويت، وأيضاً ضحايا المجتمع الذي يسيطر عليه الذكور، والذي لا يسمح للمرأة غالباً أن تكون من قيادات العمل السياسي ولا حتى ممن يتقلدن المواقع المهمة.

اليوم هذه المعادلة المبعثرة ستتغير إلى الأبد، بعد أن حظيت موضي بدعم الناخبات في الدائرة الرابعة، خصوصاً من اللاتي يردن إرسال رسالة مفادها أن نساء الدائرة الرابعة اللواتي يصفهن البعض من العنصريين بالتأخر والرجعية، هؤلاء النساء اليوم هن من يقدن التغيير الجذري، ليس في الكويت فقط، بل حتى على مستوى الخليج العربي والوطن العربي، عبر قيامهن بكسر النمط السائد في طريقة تصويت النساء؛ ليخرج التصويت من الخضوع لسلطة رجل العائلة، إلى اختيار حر مبني على القناعة، وهو تغيير جذري سيشد حتماً انتباه ملايين من النساء العربيات المهمشات.

التصويت لموضي ينطلق أيضاً من الناخبين الذين ملّوا من الوجوه التقليدية التي لا تقدم حلولاً حقيقية للأزمات، إنما تعمل فقط على استثمار أخطاء الحكومات وجعلها الطرح الوحيد، مستغلين قدراتهم الخطابية والبلاغية لخداع الناخبين والحصول على أصواتهم، ومن ثم يتم الانقلاب لاحقاً على الأسباب التي انتخبهم الناس من أجلها.

حصل هذا مؤخراً وشكل صدمة غير مسبوقة لعشرات الآلاف من الناخبين. 

هناك من يروج ـــ بدموع التماسيح ـــ أن موضي ليست لديها فرص حقيقية، ويقصد بالطبع دفع الناخبين إلى عدم التصويت لها بهدف منع تشتيت الأصوات لمرشحين أكثر قوة.

من يردد هذه المقولات لم يقم بها إلا لأنه يخشى بالفعل أن تطيح موضي مرشحيه التقليديين، ولهذا نجده يتعمد خلق أجواء معادية لموضي، خصوصاً في آخر أيام الحملات الانتخابية.

المرأة الكويتية على موعد مهم ومفصلي مع التاريخ، وعليها عدم تضييعه، وموضي هي الخيار المفصلي.

تعليقات

اكتب تعليقك