د.نجم عبدالكريم: شعب الكويت أطهر بكثير من وثيقة كهذه

هذا رأي الأديب د. سليمان الشطي، الذي سأختصر حواري معه حول موضوع الوثيقة، إذ قال:

- أولاً: أشكر جريدة «الجريدة» على موقفها المشرّف في التصدي لوثيقة كهذه.

ثانياً: ماذا تتوقع منّي أن أقول - يا أخ نجم - في وثيقة تخلّف مشينة تتهم المجتمع الكويتي بأنهُ مُنحل ومتسيّب؟ إنها وثيقة لا تُريد لهذا المجتمع أن يتنفس هواء نقياً، وهي وثيقة تريد سحق إبداعات المجتمع الكويتي وفنونه الرفيعة، بل وشخصيته التي جُبل عليها منذ نشأته، إنّها وثيقة تدعو إلى دفن الحياة المتُفتحة في الكويت.

• واضح أنك تتفق مع رأي د. خليفة الوقيان.

- نعم أتفق، وقد قرأت بيانه بتأمُّل، فوجدتهُ ينطلق من موقف فكري حصيف، والموقف الفكري لا يمكن فصله عن تقييم قائله، فالدكتور خليفة ضمير كويتي نقي مُبرّأ من أية منفعة، ويتقدّم عند اللحظة الحرجة التي يمرّ بها الوطن مشاركاً مضحياً حين يُحجم آخرون. 

• ممكن توضح موقفك الموضوعي من الوثيقة؟ 

- إنه موقف مواجهة لما سُمّي ببيان القيم الذي انتهز مقدموه فرصة حساسية مرشحي مجلس الأمة، لينتزعوا منهم وعوداً بتبنّي سلسلة قيود على المجتمع الكويتي تُمثّل لُبّ دعوتهم ووسيلتهم طوال فترات سيطرتهم. 

• وإلامَ يهدفون؟

- إنهم يُلقون بطوق النجاة لفكرهم «الداعشي» وسلوكهم «الطالباني» الذي نبذتهُ كل الدول العربية والخليجية، وبقيت الكويت مساحة مفتوحة ينشبون أظفارهم فيها. 

• هل تم قياس الرأي العام الكويتي بشأن الوثيقة؟

- يا سيدي، شعب الكويت جُبلَ على الحرية، وهو يحترم الدستور، والعدالة، والمساواة، إنهم يرفضون وصاية أحزاب الإسلام السياسي التي تتلقى أوامرها من المرشدين في الخارج. 

• وما الدليل على ما تفضّلت به؟ 

- هناك الكثير من البيانات التي انتشرت في طول الكويت وعرضها، وكلها ترفض الوثيقة... بل وستقاطع المرشحين الذين وقّعوا عليها. 

• وهل من خطة لمواجهة الوثيقة؟ 

- نعم... هناك دعوات التزام انتشرت للتصدي لها... فتجربة المجتمع الكويتي الديموقراطية يجب الحفاظ عليها، كي لا تتحطم تحت مثل هذه الدعوات المتخلفة. 

• ماذا تقول لمن وافقوا على الوثيقة؟ 

• أقول لهم: الذي سينتصر هو الذي يدعو إلى محبة هذا الوطن وتراثه وثقافته وسلوكه، وهو الذي يرفع راية الدعوات الكريمة التي يرفعها الشرفاء من أهل الكويت، والداعية إلى مقاطعة وصايا قيود ظلامية يفرضها البعض على شعب الكويت. 

• مساحة المقال لم تعُد تسمح بالمزيد.. كيف نختم؟

- لن يسمح أهل الكويت لمن يُلوث وطنهم بأفكارٍ ظلامية، كالحة، سوداء، الكويت بلدٌ مُضيء ونقي.. تحياتي.