طلال عبدالكريم العرب: «بالله عليكم هذا مو سواد ويه؟»

زاوية الكتاب

كتب طلال عبد الكريم العرب 520 مشاهدات 0


كنا نستهجن ونحتقر بعض المرشحين الذي يتسابقون على سكب مياه وجوههم، فيستجدون أصوات جماعاتهم بطريقة مهينة برمي «عقلهم» أو «غترهم»، وبعضهم يبكي أو ينادي صارخا «هلي يا هلي»، طالبا من جماعته انتخابه، وعندما فزعوا له كانت الخاسرة الوحيدة هي الكويت، الآن هناك نوعية أخرى أضيفت الى قائمة المرشحين، وهي نوعية حقيقة لا يقال عنها إلا أنها «سواد ويه» للكويت، ولما تبقى لها من ديموقراطية انحدرت إلى الدرك الأسفل مثلها مثل مخرجات التعليم.

نقول وبكل أسف، ونعلم أن هناك من سيستنكر ما سنقول، ولكنها حقيقة مؤلمة ومُرّة فالمسيرة الديموقراطية في الكويت بدأت وطنية وصحية وواعية، ولكنها انحدرت من دورة إلى أخرى، وتحولت من أداة تشريعية تنموية للبلد الى معاول هدم معروض بعض ممثليها للبيع والمساومة، وهذا هو واقع الحال، ومن ينكر ذلك فقد دفن رأسه في رمال الكويت التي حتى هي لم تسلم من السرقة، ونقولها بصراحة أكثر أن ليست الكويت وحدها ولكن العالم العربي أثبت فشله ديموقراطيا، فكل ما يسمى بديموقراطيات بني يعرب ولدت كسيحة، لأنها أصبحت أداة لينة هينة للأسر المتحكمة والمتنفذين وحيتان الفساد، والأخطر من كل ذلك أنها أصبحت رهينة للقرار الإيراني تحديدا كما حصل في العراق وسورية ولبنان واليمن. 

ما يحدث في الكويت الآن لا يبشر بخير، فأطروحات بعض المرشحين أصبحت مادة يتندر بها الناس، فهي عروض تهريج رخيصة باسم الديموقراطية، روّج لها مراسلون واضح تماما أنهم يستغلونها من أجل الفكاهة لا غير، فأحد المرشحين وجه اهتمامه الى خارج البلد، ويريد «جنابه» تحرير فلسطين، وحل القضايا العالمية المستعصية على الكبار، أما داخل الكويت فالجملة الوحيدة التي فهمناها منه هي أنه يريد جلب ماء من تايلند، ولا ندري لماذا هفا قلبه الى ذلك البلد البعيد جدا، أحدهم تكلم بصعوبة لغوية لم نكد نفهمها عن «البشوت» الكويتية وألوانها ومناسبات لبسها، أحدهم يريد إلغاء البصمة، وآخر يريد أن يسمح لجاليات عربية بالانتخاب، أما الآخر فتمادى في القول قائلا: أنه ليس مثل الآخرين الذين «قطّوا» ملابسهم من أجل مصالحهم، أما «بو بشت» أخضر فهو يريد تحويل الكويت إلى لاس فيغاس، أما الأسوأ فهم الذين استغلوا عواطف الناس دينيا ليفوزوا بأصواتهم سياسيا، وهذه كبيرة. 

نقول: لا شك أن المراقب الخليجي الذي بهرته الديموقراطية الكويتية الراقية والناجحة فعلا في بدايتها قد انصدم الآن وبدأ يراجع نفسه، فهو يرى على أرض الواقع أن بلده سبق الكويت تنمية وتعليما وحريات شخصية من دون مجالس منتخبة، ويرى الكويت التي كانت في يوم ما مثالا يحتذى به وقد تراجعت إلى المرتبات الدنيا خليجيا وعالميا، تعليما وتنمية وفسادا ورشوة وتزويرا في كل شيء، فبالنسبة إليه مجلس كفاءات وخبرات معين مع تطور تنموي أفضل من تقهقر وصراع واختطاف سياسي وفساد متفش. 

ما يحدث الآن ما هو إلا تمثيل سيئ للديموقراطية، فلابد من وضع شروط على المرشحين لكل المجالس المنتخبة، ومنها أن يكون المرشح في كامل قواه العقلية، لأن بعضهم لم يكونوا كذلك، وأن يكون حاصلاً على تعليم جامعي بشهادات حقيقية، فليس كافيا أن يقرأ ويكتب.

تعليقات

اكتب تعليقك