محمد الرويحل: ما هكذا تورد السياسة!
زاوية الكتابكتب محمد الرويحل سبتمبر 1, 2022, 10:16 م 540 مشاهدات 0
العمل السياسي يحتاج نظرة ثاقبة وخبرة حكيمة ودراية ببواطن الأمور وتعاطيا متزنا مع الواقع والأحداث المستجدة والمتقلبة، كما يحتاج القدرة العميقة لترتيب الأفكار واستنتاج العبر للخروج بنتائج صحيحة ومنطقية ومقبولة تحاكي الظرف الراهن، ولأن السياسة تعتمد على المرونة والتحليل الدقيق والعقلاني للواقع للإمساك بخيوط المواقف المنطقية للخروج بآراء وقرارات إيجابية تتماشى مع الواقع الراهن والمصلحة العامة للبلاد، وتنسجم مع المرحلة الجديدة، فعلى السياسي ألا يكون أسيرا لمواقف بعينها سبق أن اتخذها لحدث معين في وقت معين، وألا يعزل نفسه عن الواقع الجديد والتعامل معه بإيجابية وفعالية، فما هو صحيح في زمن وحدث وظرف معين قد لا يكون صحيحا في زمن وحدث وظرف آخر قد طرأ، وهذا ما تتطلبه المرحلة والمرونة للسياسي المحنك والعقلاني.
بعد الخطاب السامي لسمو الأمير، والذي ألقاه سمو ولي العهد، حفظهما الله، والذي يعد خطابا تاريخيا وواضحا لتغيير المسار والنهج السابق الذي تبعته إجراءات حكومية تترجم هذا الخطاب على أرض الواقع، مما يعني أن المرحلة الجديدة تحتاج من العقلاء والمخلصين أن يتعاملوا مع هذا الواقع الجديد بطريقة حكيمة وجادة حتى نستطيع ترجمة الخطاب السامي والإرادة السياسية والشعبية على أرض الواقع، وعدم منح الفرصة للمفسدين وأصحاب المصالح بإعادتنا للمربع الأول، وإلى حالة العبث السياسي الذي كنا نتذمر منه، فما يقوم به رئيس الحكومة من خطوات ملموسة وجادة لن تحظى بقبول مؤسسة الفساد ومرتزقة المال السياسي، وسيحاولون عرقلته وإبعاده عن المسار الحالي أو حتى إزاحته ما لم يكن هناك فريق برلماني سياسي متزن وحكيم يوازي الفريق الحكومي لترجمة الخطاب السامي وتحقيق المصلحة العامة والاستقرار السياسي وفقاً للدستور والقانون.
يعني بالعربي المشرمح:
ما هكذا تورد السياسة ولا هكذا يمكن أن نحقق الاستقرار إن عاش ساستنا في جلباب الماضي لموقف لهم قد يكون صحيحا في وقته وزمانه، لكنه ليس بالضرورة أن يكون كذلك في الوقت الراهن، والسياسي الحكيم العاقل هو من يتعامل مع الحدث بمنطق رجل الدولة الذي يجب عليه أن يقدم تنازلات عما هو مؤمن به للمصلحة العامة ومصلحة الوطن، وإلا فتكون سياسته جامدة ومقيدة بمواقف معينة لا تتماشى مع واقع الحال ولا المتغيرات الجديدة التي نتطلع كشعب إلى أنها جديرة بالمضي قدماً نحو إنهاء فترة عبثية أضرت البلاد والعباد، وأصبح من الواجب الوطني أن نتعاون جميعاً، ونتحمل مسؤولياتنا الوطنية التي تواكب الإرادة السياسية والخطاب التاريخي لسمو الأمير.
تعليقات