فالح بن حجري: أمانة عليك يا مرشح طول

زاوية الكتاب

كتب فالح بن حجري 546 مشاهدات 0


قد يكون شعار إصلاح المسار شعاراً مناسباً للناخب في هذه المرحلة المهمة من تاريخ ديموقراطيتنا، لكنه لا يصلح بتاتاً لكل مرشح ومرشحة قد يعيشان هذه الأيام أجواء جفاف شعاراتية قاسية، هذا الجفاف الجائر الذي تسبب به تغير المشهد الانتخابي بعد الخطاب السامي والتحركات الحكومية الجديدة التي حازت قبولاً شعبياً باعتراف المرشحين أنفسهم، مما نتج عنه ندرة في هطول أمطار سحب صيف الشعارات التي كانت توفر أنهاراً وشلالات من القضايا سابقا لكل مرشح.

اليوم لا يستطيع المرشحون أن يتقمصوا دور فارس الأحلام الذي يأتي في أحلام المواطن على سرج حصان الترشح الأبيض لينقذ العباد والبلاد من وحش الحكومة، ولا يقدر أي مرشح أيضاً أن يطرح نفسه كمصلح للمسار، فهذا دورنا لا دوره، ولكي نؤدي دورنا كشعب يريد إصلاح المسار يجب أن يقنعنا كل مرشح كناخبين ويجيب أولاً عن أسئلة مهمة مثل: كيف يصلحه؟! ووفق أي برنامج وخطة؟! وما جدوله الزمني؟! وتكون الإجابات بالتفصيل الممل جداً. 

وبعد أن يشرح ذلك علينا كمواطنين أولاً وعقلاء ثانياً وناخبين ثالثاً أن نعرف جودة مساره هو إذا كان نائباً سابقاً، فالمجرب لا يجرب كما يقال، وسنعرف إن كان جاداً في إيجاد حلول فعلية لا كلامية لكل الملفات التي يعدنا بأنها ستحل على يده، أما المرشح الجديد فأعترف أنه مثل البطيخة لا بد من توافر «شرط السكين» لمعرفة جودتها، والسكين هنا معيارنا وهو البرنامج والحلول المطروحة وفق آليات واقعية لا متخيلة وتوقيت محدد ومرصود لكل مرحلة وجزء. 

لذلك نصيحة أوجهها لكل مرشح في الانتخابات الحالية، بأنه يجب عليه أن يعرف أن ناخب اليوم عنده تخمة كبيرة من الشعارات، والوعود، «لاعت چبده» كما يقال بالعامية، ويريد معرفة مسارات حل كل وعد وفق برنامج واضح لا غيوم ولا ضباب يلفان خطواته، أما الحديث عن التعليم والصحة والإسكان والتركيبة السكانية وجاكم الذيب وجاكم ولده وغيرها فهي مانشيتات سابقة فقط، عفا عليها زمن الانتخابات الحالية، ولن تجدي نفعا، لذلك أمانة عليك يا مرشح طول وهات برنامجك من الأول.

تعليقات

اكتب تعليقك