حسن بعيتي: أسألُ النهر

فن وثقافة

803 مشاهدات 0


أيُّها النهرُ لم أجد فيكَ شيئاً
غيرَ شَبَّابةٍ منَ الذّكرياتِ

النهر قد يكون "الذاكرة الوجدانية" تموسقها شبّابة الذكريات بلحنها المنثال شوقاً من أوتار الروح.

هنا الشاعر السوري المبدع والحاصل على لقب أمير الشعراء 2009م ، يتحفنا بهذا النص الشعري الرائع بما ينطوي عليه من صور مجازية مشرقة ولوحات وجدانية مورقة:

أسألُ النهرَ عن مَلامحِ وجهي
صورةِ الطّفلِ ضاحكاً للحياةِ

راحلٌ فِيَّ .. أم أنا فيكَ أمضي ؟
أيُّها النهرُ هل شربتَ صِفاتي ..

أين قلبي - يطيرُ سربَ ظِباءٍ -
وجنونُ الصِّبا  ووَجهُ  فَتاتِي

وكؤوسٌ  إذا  فرَغْنَ  مِراراً
عُدنَ من ضَوءِ نظرةٍ مُترَعاتِ

أيُّها النهرُ لم أجد فيكَ شيئاً
غيرَ  شَبَّابةٍ  منَ  الذّكرياتِ

ها أنا الآن في زجاجِ المعاني
غبَشٌ في الرُّؤى وفي الأغنياتِ

كتبَتْني الرِّمالُ غَيماً بَعيداً
فأنا البرقُ في نشيد الرُّعاةِ

وصدَىً سالَ من جِرار الأغاني
يَلمعُ الآن في سرابِ الجهاتِ

أيها النّهرُ صورتي محضُ ماءٍ
وأنا .. أنتَ
رِحلةٌ نحوَ ذاتي

تعليقات

اكتب تعليقك