"الأبحاث" ينجح في استزراع روبيان الڤانامي في صحراء الكويت باستخدام مياه قليلة الملوحة
محليات وبرلمانأغسطس 8, 2022, 1:31 م 476 مشاهدات 0
نجح باحثون مختصون بتربية الأحياء المائية من معهد الكويت للأبحاث العلمية في استزراع روبيان الڤانامي (ذي الأرجل البيضاء) على مستوى شبه تجاري في المزرعة النموذجية لتربية الروبيان في موقع كبد التابع للمعهد؛ وذلك باستخدام مياه قليلة الملوحة بعد أن تم استقدام اليرقات من مملكة تايلند؛ في تجربة هي الأولى من نوعها في دولة الكويت. وأسفرت النتائج الأولية للمشروع عن إنتاج الروبيان بمتوسط 2كيلوجرام/متر مربع. يأتي ذلك في الوقت الذي يهيمن فيه استزراع الروبيان - خصيصاً روبيان الڤانامي – على مجال استزراع الأحياء المائية على الصعيد العالمي؛ نظرا لسرعة نموه وتوجه الدول المنتجة للروبيان نحو تنمية الفصائل المقاومة للأمراض الفيروسية.
وتعقيبا على ذلك، صرح القائم بأعمال المدير العام لمعهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور مانع السديراوي بأن نتائج هذا المشروع تندرج تحت إطار تنفيذ الخطة التنموية 2035 لدولة الكويت وتوجيهات مجلس الوزراء الخاصة بدعم وتطوير تقنيات استزراع الأحياء البحرية؛ مما له بالغ الأثر في دعم الأمن الغذائي الوطني، مشيرا إلى أن المعهد قام بتنفيذ العديد من المشاريع البحثية والمبادرات الحكومية لتطوير تقنيات الاستزراع المائي، ونجح من خلال مشروع «استزراع الروبيان ذي الأرجل البيضاء (L.vannamei) في المناطق الصحراوية في دولة الكويتباستخدام تقنية التكتل الحيوي» الذي موَّلته مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، ومشروع «المزرعة الاقتصادية المستدامة باستخدام التقنياتالحديثة» بتمويل من الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية؛ في تطوير استزراع روبيان الفانامي المعروف بمقاومته العالية للأمراض وقدرته الممتازة على التكيف مع درجات ملوحة متفاوتة، مع إمكانية زراعته بكثافات عالية مما يعزز جدواه الاقتصادية.
من جانبه، أفاد القائم بأعمال المدير التنفيذي لمركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية الدكتور سمير الزنكي بأن هذه الدراسات تركز على تعزيز الإنتاج شبه التجاري باستخدام تقنيات صديقة للبيئة وبالاستعانة بنوعين من الأنظمة (الأحواض الداخلية، والبحيرات الخارجية)؛ للمقارنة بينهما من حيث الإنتاج، لا سيما وأن نتائج تلك المشاريع سوف تسهم بشكل فعال في جذب المستثمرين والنهوض بهذا القطاع الناشئ.
في غضون ذلك، بيَّنت مدير إدارة العمليات بمركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية ورئيس لجنة متابعة برنامج عمل الحكومة وخطة التنمية الدكتورة عفاف الناصر أن هذا النجاح يرجع إلى العمل والاجتهاد المتواصل من قِبل الكوادر الوطنية في المركز، إذ استمر عطاؤهم لأكثر من سبع سنوات بغية تطوير تقنية استزراع الروبيان في بيئة صحراوية شديدة القسوة وباستخدام مياه شحيحة تندر فيها الأيونات الأساسية لنمو الروبيان بشكل منتظم.
وفي سياق متصل، أكد مدير برنامج الزراعة المائية بالوكالة بمركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية الدكتور محسن الحسيني أن الاستزراع المائي في المياه قليلة الملوحة يعد من أصعب أنواع الزراعة المائية؛ نظرا لعدم انتظام التركيبة الأيونية للعناصر المهمة جدا لنمو الروبيان مثل:المغنيسيوم، والكالسيوم، والصوديوم، والبوتاسيوم.
وبدورها ذكرت الدكتور شيرين السبيعي باحث علمي مشارك بمركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية ورئيس مشروع «استزراع الروبيان ذي الأرجلالبيضاء (L.vannamei) في المناطق الصحراوية في دولة الكويت باستخدام تقنية التكتل الحيوي»، أنه خلال المشروع تم تطوير نظام التكتلالحيوي المعروف بالـ «بيوفلوك» الذي يصنف بأنه نظام مغلق لا يحتاج إلى تبديل المياه؛ إذ تُضبط جودة المياه فيه عن طريق الأحياء الدقيقةالتي تقوم بالتخلص من المركبات النيتروجينية السامة الناتجة عن فضلات الروبيان والأعلاف الزائدة؛ موضحة أنه من خلال هذا النظام تغدوزراعة الروبيان بكثافات عالية تفوق 200 روبيانة في المتر المربع ممكنة؛ مما يسهم في رفع الجدوى الاقتصادية للإنتاج.
ووصفت مدير برنامج النظم البيئية الصحراوية في مركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية ورئيس مشروع «المزرعة الاقتصادية المستدامة باستخدام التقنيات الحديثة» الباحثة ماجدة خليل الوصول إلى التحكم الأمثل في تقنيات استزراع الروبيان المستدامة بأنه هدف أساسي؛لا سيما مع الأخذ بالاعتبار الحفاظ على الجدوى الاقتصادية للإنتاج؛ مشيرة إلى أنه تمت الاستفادة من المشاريع البحثية السابقة للمعهدفي تحسين ورفع مستوى الإنتاج في المزرعة بشكل متكامل مع مكونات المشروع الأخرى للوصول إلى الاستدامة الاقتصادية المثلى.
وكان القائم بأعمال المدير العام لمعهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور مانع السديراوي قد أعلن أنه سوف يتم رفع التوصيات والمقترحاتللجهات ذات الصلة؛ آملاً في الاستعانة بنتائج تلك المشاريع للنهوض بقطاع الزراعة المائية في دولة الكويت وتحديد الحزم المناسبة للمزارعينأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والتي يمكن لها أن تلبي جانبا من احتياجات السوق المحلي.
تعليقات