داهم القحطاني: القبس وكنوز الأحمدي المهملة

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 430 مشاهدات 0


التقارير التلفزيونية، التي بثتها جريدة القبس بشكل متميز عن مدينة الأحمدي، كشفت للجميع عن كنوز مفقودة ارتكبت الحكومات المتعاقبة خطيئة كبرى بعدم الاهتمام بها.

سوق الأحمدي التاريخي ومسجد الأحمدي الكبير من المواقع التاريخية ذات الجمال المعماري المميز، التي يمكن أن تكون مقصداً ليس لسكان الكويت فقط، بل حتى للزوار من دول الخليج العربي، وحتى الدول العربية ممن لهم ذكريات خاصة في مدينة الأحمدي أو حتى من غيرهم.

الأحمدي مدينة تختلف عن باقي مدن الكويت، وتختلف أيضاً عن المدن الخليجية، فقد بنيت على الطراز المعماري البريطاني السائد خلال حقبتي أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، ومنازلها ومرافقها بنيت عبر حجر الآجار ذي اللون الأصفر القاتم، وهو يتكون من الطين المحروق الذي كان يستورد آنذاك من مدينة البصرة.

كما تتميز الأحمدي بكثرة الأشجار والمسطحات الخضراء، وهي تقدم بذلك نموذجاً ناجحاً جداً لإمكانية تشجير المدن الخليجية، كونها تمثل حالة مستمرة منذ خمسينيات القرن الماضي لنجاح التشجير في بيئة صحراوية قاسية. 

فالذي يسكن هذه المدينة المميزة والرائعة ككاتب هذه السطور يعيش وسط مشاعر متباينة، فبينما تملأ قلوب سكان الأحمدي السعادة بسبب الاهتمام الذي تبذله شركة نفط الكويت في إدارة بعض المرافق في المدينة، يشعر هؤلاء بالألم بسبب الإهمال الحكومي المستمر لهذه المدينة العريقة، مما جعل سوقها العريق مجرد خرابة، وهو الأمر الذي بينه تقرير القبس.

من نجاحات شركة نفط الكويت في الأحمدي إنشاء متنزه الأحمدي الكبير، الذي كان بديلاً عن المرافق الترفيهية القديمة، وكذلك نجاح شركة نفط الكويت في إدارة الأندية الرياضية والاجتماعية، مثل نادي الحبارى، ونادي الاتحاد، والمركز الرياضي الذي يضم واحدة من أقدم ألعاب البولينغ على مستوى العالم العربي.

ومن نجاحات شركة نفط الكويت في إدارة مدينة الأحمدي الاهتمام بصيانة الطرق التابعة لها والدوارات، وتزيينها بالورد بشكل منسق ورائع طوال العام، وكذلك تحويل مدينة الأحمدي بالكامل وبكل شوارعها التابعة لشركة النفط، لتكون صالحة لممارسة رياضتي المشي وركوب الدراجات الهوائية بشكل ممتع وآمن.

كذلك يسجل لشركة نفط الكويت اهتمامها الشديد بالمساجد التي تتبع لها من ناحية الصيانة، وهو ما كشفه تقرير القبس عن مسجد الأحمدي الكبير، حيث تمت المحافظة على هذا المسجد العريق وعلى مكوناته من حجر الآجار، ومن الأخشاب التي تشكل أبوابه رغم مرور 71 عاماً على بنائه.

وكان بالفعل لقاء مميزاً ذلك الذي أجرته القبس مع الشيخ الجليل شبل عويس إمام مسجد الأحمدي الكبير، وهو بالمناسبة يعتبر أحد أقدم الأئمة في الكويت، وفي العالم الإسلامي إن لم يكن أقدمهم، كما يعتبر من أكثر المشايخ في الكويت الذي يبذلون معظم وقتهم في خدمة الإسلام، وفي تقديم الخطب والمواعظ لرواد المسجد، وهم أجيال متعاقبة لا تزال تحمل للشيخ شبل من الذكريات الكثير، حيث يتميز - أطال الله في عمره - بالتواضع وحسن المعشر، والحماس الصادق في نصح الناس بالحكمة والموعظة الحسنة. 

في مقابل ذلك، نرى الحكومة وهي تهمل المرافق التي تديرها في مدينة الأحمدي، ومن أهمها سوق الأحمدي الكبير، مما يجعل كثيرين من سكان وعشاق مدينة الأحمدي يتمنون لو تم نقل إدارة السوق وإعادة ترميمه إلى شركة نفط الكويت.

تعليقات

اكتب تعليقك