مبارك الدويلة: مطبات أمام الرئيس الجديد

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 528 مشاهدات 0


أخيراً، تم اختيار رئيس جديد للوزراء، وكان المنقذ لهذا المأزق هو سمو الشيخ أحمد النواف، الذي نبارك له هذا المنصب، ونتمنى له أن ينجح في هذا الاختبار، ونسأل الله أن يعينه على هذا التكليف.

وبهذه المناسبة، نود أن نؤكد لسموه أن أمامه مطبات عدة ستعترضه في طريقه، وأن عليه الانتباه لها إن كان يريد أن يتجاوزها، وإلا فستحرجه وتؤخر مسيرته الإصلاحية.

* أول هذه المطبات انه سيضطر للعمل مع الفريق الحكومي الحالي نفسه، أي لن يغيّر الوزراء باستثناء من يرغب منهم بخوض الانتخابات النيابية القادمة، بمعنى سيضطر إلى التعامل مع وزراء قد لا يعرف قدراتهم أو يثق بإمكاناتهم، لكنهم وزراء من العهد الماضي.. لذلك لعله من الإنصاف ألا يتم تقييم عمل الرئيس الجديد من خلال أداء هذه الحكومة، التي لم تكن له يد في اختيار أعضائها. 

* ثاني هذه المطبات، ينأى بنفسه عن أطراف الخلاف السياسي الذي يسيطر على الأجواء، وهنا عليه أن يثبت تجرده واستقلاليته عن أي تجمعات شاركت أطرافها في الصراع بالساحة السياسية.

* الثالث، ان ظن أن مهمته في المرحلة الأولى هي فقط تمرير الميزانيات وحل البرلمان وإدارة العملية الانتخابية، بل عليه أن يدرك أن البلد مشلول في كل الميادين منذ أكثر من مئة يوم، وأن كثيراً من القطاعات الحساسة بالدولة مجمدة أو معطلة أو مهمشة، والسبب انها حكومة تصريف العاجل من الأمور، لذلك عليه أن يبدأ بإعادة النشاط لهذه القطاعات، وإصدار مراسيم التجديد أو التعيين للوكلاء والوكلاء المساعدين ومن في مناصبهم، والذين يقدر عددهم بأكثر من الثمانين منصباً.

* الرابع، تمرير الميزانية العامة للدولة، حيث من الواضح أن الخلاف كبير بين النواب في تحديد بنود هذه الميزانية، وأن طريقة معالجة العجز فيها ما زالت عليها خلافات ولم تحسم، وأن فكرة تمرير الميزانية اليوم وإصلاح اختلالاتها في الصيف بمراسيم ضرورة أمر غير مقبول.

* المطب الخامس، إدارة العملية الانتخابية بكل نزاهة وشفافية واقتدار. وهذا المطب كافٍ لنسف آمال الإصلاح السياسي المرتقب، لذلك عليه منذ اليوم الأول أن يمنع كل ما يقدح في الالتزام والتعهد السامي، ولعل أهمها منع الانتخابات الفرعية وعدم إعطاء الفرصة لشراء الأصوات من بعض المرشحين، وعدم فتح أبواب الخدمات في وزارتي الداخلية والدفاع للمرشحين المحسوبين على التوجهات الحكومية. 

* المطب الأخير، وهو أن الناس تعودوا على ضعف الرقابة على الأداء الحكومي، لذلك كان تعطّل العمل في معظم جلسات مجلس الأمة سبباً في غياب هذا الرقابة، وبالتالي كثرة التجاوزات المالية والتعدي على المال العام، فأصبح لزاماً عليه أن يضرب بيد من حديد لا هوادة فيها على من تسوّل له نفسه التطاول على أموال الشعب وإحالتهم إلى النيابة ليكونوا عبرة لمن يعتبر.

التحديات كبيرة، والمطبات كثيرة، والأمل موجود في عهد هذا الشيخ الجليل، الذي نسأل الله أن يبارك في وقته وجهده وعمله ليكون الإصلاح شعار هذه المرحلة.

تعليقات

اكتب تعليقك