علي البغلي: على ناس وناس!

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 331 مشاهدات 0


أكبر جمعية للنفع العام معروفة حتى للعميان لكبر مبناها وتوسعها في كل مناطق الكويت، وعيون رشيداتنا باردة مبردة عليها. فالمبنى الرئيسي الذي يحوي مركزها الرئيسي ملحق به مبنى لدفع الزكوات، وناد رياضي. وقد ألحق به مبنى جديد آخر أكل جزءاً كبيراً من المنطقة السكنية التي تقع بها تلك الجمعية، حجماً ونفوذاً وسلطة.. في هذي الكويت صل على النبي فقط. هذه الجمعية وردني خبر أن ترخيصها منتهٍ منذ سنوات، والرشيدات لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلم.. وهي تقوم وعن طريق فروعها التي تنافس في العدد أغصان أوراق شجرة في غابات أفريقيا بجمع التبرعات، وليس باسم الجمعية أو فرعها، لأنه كما ذكرنا ترخيصها منتهٍ منذ سنوات، كما تقوم بكفالة الأخوة الأجانب بسلاسة ويسر، الأمر الذي يتنافى مع تشدد وزارة الداخلية في تحويل ومنح الإقامات للأجانب للمواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة كقوة الجمعية «السوبرمانية». ولنا هنا وقفة لا بد من ذكرها للقارئ الكريم حتى يعرف كيف تفرق حكومته من دون أي سبب مقنع بين زيد وعبيد! 

*** 

عندي موكلة في مكتبي للمحاماة قصت لي قصتها، وكيف حولت مساعدة منزلية لإقامتها من أحد المكاتب المتخصصة. المساعدة المنزلية كانت تعمل لدى عائلة كويتية، وأرادت تغيير ورق «كفيلها» كما نسميه، وبموافقة من الكفيل السابق. السيدة «المطلقة» تقول إنها دفعت مبلغاً طائلاً لمكتب الخدم، وهذا أمر قبلت به على مضض. فالمحتاج كما تقول هنا في الكويت «مدَمَغْ».. لكن الأعجوبة الغريبة قوانين اللارشيدة عانت منها في ما بعد الدفع.. فقد أجبرت بواسطة مكتب خدمة المواطن التابع لوزارة «الخارج مولود والداخل مفقود»، وأعني هنا وزارة الداخلية، التي أجبرت تلك المواطنة المطلقة وغير المسنودة على مراجعة مكاتبها (أي مكاتب وزارة الداخلية) في الشامية، ثم الضاحية، وبعدها اليرموك والروضة والعديلية، ثم ضاحية عبدالله السالم، وأُجبرت كذلك على مراجعة مكتب ترجمة لترجمة عقد العمل من الإنكليزية الى العربية، الأمر الذي كلفها عدة دنانير، مع أن مثيله موجود لدى مكاتب تلك الوزارة بالمئات والآلاف، لكنه التنفيع. 

نكتب هذا الكلام ليكون تحت نظر نائب رئيس وزرائنا وزير داخليتنا الشيخ أحمد النواف طيب القلب والنية.. قائلين له.. بعد أن غسلنا أيدينا من نواب مجلس ديسمبر 2020، هل يرضيك هذا التعامل من منتسبي وزارتك على من ليس له ظهر في هذا البلد المنكوب بهكذا عقليات؟ فالجمعيات، لا سيما الأصولية منها، جميع معاملاتها القانونية وغير القانونية في الغالب تنتهي بسلاسة ويسر، والمواطن الذي ليس له ظهر يعاني الأمرين. وهذه سياسة على ناس وناس لن نسكت عنها ونقف مكتوفي الأيدي إزاءها. 

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

تعليقات

اكتب تعليقك