حسن شهاب: فلسفة الأربعين
فن وثقافةالآن يوليو 20, 2022, 10:51 م 1104 مشاهدات 0
"إنَّ الحياةَ سؤالٌ
لا جوابَ له إلا الحياةُ
و بعضُ العيشِ
كالكُلِّ"
إن كانت الحياة سؤالا فلا جواب له إلا ماتردد من صداه ،هي الحياة هكذا ،خذها بوصلها وتجافيها، أو دعها بكل مافيها ، بعضها ككلها هو المدخل الغيبيُّ ذاته لايُعرف سره ومفاجآته:
الشاعر المصري المتميز حسن شهاب يعود من جديد ليصافح محبيه بنص شعريٍّ في غاية الإبداع وجمال التصوير ، يجلو فلسفته إزاء ارتحال قوافل العمر في دروب الحياة:
زِدْ للقصيدِة
أفْقا ثامنا..
مِثْلي
واصْعَدْ..
سماءً
سماءً
جنَّةَ الطفلِ
الأربعون..
مرايا ليسَ تُشبهُني
والعابرونَ بها..
لمْ يُتقنوا شَكلي
مرَّتْ بهم هذه الدنيا
على عَجَلٍ
ولمْ أزلْ أعبرُ الدنيا
على مَهْلِ
كأسًا مِن التيهِ كانَ العمرُ
وانْحَطمتْ
فعِفْتُها..
واعتصرتُ الروحَ للحفلِ
فَسَمِّني غيرَ ما الأيامُ تعرفُني
طفلَ القصيدِ
فإنِّي..
أحرفي أهلي
واكْتُبْ شهادةَ ميلادي
بقافيةٍ خضراءَ
واصْعَدْ بآبائي..
إلى النخلِ
وابْدَأ معي..
منذُ كانَ العمرُ يلثغُ بي
ليُدْرَكَ العشبُ فينا..
حكمةَ الحقلِ
ظِلَّانِ نحنُ..
تلاقينا مُصادفةً
على الطريقِ
لقاءَ الظلِّ بالظلِّ
لم نكتشفْ أنَّنا..
لسنا ملامحَنا
وأنَّنا صورٌ
مبتورةُ الأصْلِ
إلا لإنَّ حياةً
لستُ أفهمُها
تسيرُ بي لمصيرٍ..
خُطـَّ مِنْ قَبْلي
سيَّان..
تحملُ عِبْءَ الراحلين بها
أو تركلُ الأرضَ
في فوضاكَ
بالنعلِ
وأنْ تعيشَ اصطخابَ الهؤلاءِ بها
أو تنتحي عُزلةَ الرائي
بلا خِلِّ
إنَّ الحياةَ سؤالٌ
لا جوابَ له إلا الحياةُ
و بعضُ العيشِ
كالكُلِّ
عرفتُها..
وَهْيَ نَصْلٌ
خلفَ أقنعةٍ
وذقتُها..
وَهْيَ أنثى تشتهي وصْلي
وجرَّبتْنيَ صعلوكا
أؤرِّخُها..
بكلِّ ما شطحات الغيبِ
لي تُمْلي
مُذ أربعينَ اغترابا
وَهْيَ تسألُني..
متى سأُنزلُ عَنْ ظَهْرِ الرؤي رَحْلي؟
فلأعترفْ..
أنني قايضتُها قلمي
وعشتُها..
وكأنَّ الكونَ مِنْ أجْلي
فكانَ أبسط ما فيها
غرابتها
وكانَ أعمق مِنْ عِلمي بها
جهلي
كتبتُ..
أجملَ حرفٍ في قصيدتِها
وصغتُ فلسفتي
في منطقٍ سهْلِ
وأنتَ ..
تقرأُ كفَّ العمرِ
تسألُه..
وما لأُحْجيَةِ الإنسانِ
مِنْ حلِّ.
تعليقات