علي البغلي: «الرشيدة» والعطلات المملّة..!
زاوية الكتابكتب علي البغلي يوليو 17, 2022, 10:55 م 372 مشاهدات 0
لم تمر علينا في الكويت والعالم أجمع كما أعتقد، حكومة تعشق العطلات مثل حكوماتنا الرشيدة!
ونحن ومن في أعمارنا نتذكر فرحتنا عندما يحل علينا نهار الخميس القصير في المدارس أيام زمان، والذي يتلوه يوم الجمعة وهو يوم العطلة الاسبوعية الوحيد، والتي كانت تشكل لنا يوم سعادة متناهية، مع أننا أو آباءنا لم يكونوا كلهم يقودون سيارات أو لديهم شاليهات، وكانت فسحتنا الوحيدة هي اللعب بالشوارع، او السباحة في بحر شرق المقابل للمستشفى الأميري ووزارة الخارجية الحالية. ثم جاءت لنا احدى الرشيدات وألغت عطلة الخميس التي ترتبط بذاكرتنا بالكويت القديمة البسيطة، واستبدلتها بيوم السبت لتصبح عطلتنا الاسبوعية يومين (الجمعة والسبت) على أساس مواكبة العالم الغربي بعطلته الاسبوعية السبت والأحد، ولو لم يكن لدينا قداسة ليوم الجمعة وصلاة الجماعة فيه، لسرنا كالعميان وراء الغرب عطلة نهاية اسبوعية يومي السبت والأحد!
ونحن لا نعيب على الغرب عطلته الاسبوعية ذات اليومين، لان موظفيه يعملون كل جهدهم طوال أيام الاسبوع في انهاء معاملات المواطنين وقضاء حوائجهم، وانجاز جميع المهام الرسمية والموكلة اليهم حسب النظم والقواعد المنظمة للخدمة الرسمية والعامة في تلك الدول المتقدمة..
نرجع لإحدى رشيداتنا التي أصدرت قرارا بأن عطلة نهاية الاسبوع ستكون الجمعة والسبت، لان السبت في نظرها يوم «ميت» في الغرب المتقدم الذي ترتبط معه بعلاقات متميزة.
ولو كان موظفو الرشيدة من مواطنين ومقيمين يقوم معظمهم بواجباتهم الوظيفية كما يجب لما اعترضنا على أن تكون عطلة نهاية الاسبوع 3 أو 4 أيام؟! ولكن معظمنا جرب الذهاب لإحدى دوائر الحكومة الرسمية بحيث تستغرق المعاملة، التي يمكن انهاؤها بدقائق، أياماً؟!
***
وسكتنا على مضض لكره حكومتنا وموظفيها لدواماتهم التي يعدون بها أياما ويقبضون راتبا فقط!.. لكن الكارثة الكبرى اذا ما وقعت عطلة رسمية بين عطلتين لنهاية الاسبوع كما حدث أخيرا؟ فالوزارات والمستوصفات وجميع المؤسسات الرسمية والمراكز الحكومية اغلقت أبوابها بالضبة والمفتاح لما يزيد على 9 أيام، ورأينا الموظفين وعوائلهم يحوسون بالمجمعات والمنتجعات والسفرات!.. أما المواطن صاحب المعاملة او الحاجة، فيجب أن يضع أمام عينه حكمة «الصبر مفتاح الفرج»!
فيا رشيدة طوّلتِ مع موظفيك بالوزارات والمحاكم والمستوصفات الغيبة علينا، وكرهتِنا بالعطلة الطويلة التي لا طعم لها ولا لون ولا رائحة. فقد جلنا العالم من أقصاه لأقصاه بعطلنا الوظيفية، ولم تمر علينا مناسبة عيد أو غيرها لما يزيد على 9 أيام، فحبك للعطلات مع لا إنجازاتك كرهنا أي شيء يذكرنا بهذه العطلات الطويلة غير المبررة، بشبك العطلات الدينية، بعطلات نهاية الاسبوع التي أحلتِها الى عطلات مملة؟!
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
تعليقات