محمد الملا ينشر رسالة لولوة الرشيد إلى أمير القلوب رحمه الله بعد تعرض أبيها للاعتداء في‮ ‬أحداث الجهراء من قبل رجال الأمن سنة ‬1990
زاوية الكتابكتب أغسطس 19, 2009, منتصف الليل 2265 مشاهدات 0
رسالة لولوة الرشيد إلى أمير القلوب رحمه الله
محمد الملا
اليوم أنشر أجزاء من برقية الأستاذة لولوة الرشيد إلى أمير القلوب رحمه الله وطيب ثراه، وذلك بعد تعرض أبيها للاعتداء في أحداث الجهراء من قبل رجال الأمن سنة 1990 بعد تجمع الغاضبين والمتظاهرين على تعليق الدستور، وقد سميت تلك التجمعات سياسياً »دواوين الاثنين« واقصد من إعادة النشر أن أذكر البعض بالتاريخ النضالي للتيارات السياسية والقبلية بالحفاظ على الديمقراطية والدستور والحريات وحرمة الأموال العامة وأملاك الدولة.
البرقية بدأت كالتالي »سمو الشيخ جابر الأحمد أمير دولة الكويت قصر بيان، أنا إحدى بنات الديرة اللواتي انتخيت بهن يوم الاعتداء الغاشم عليك فهببن لنجدتك واستنكرن ذلك الاعتداء واحطنك بحبهن ورعايتهن وتأييدهن الصادق ومشاعرهن الصادقة النابعة من القلب والتي لا تعرف الزيف ولا النفاق. ومثلما اعتُدي عليك من أيد حاقدة غريبة اعتدي على أبي وغيره من الشرفاء اليوم، ولكن للأسف على يد أحد ابناء الديرة الذي نفذ الأوامر التي صدرت له. استمد كلمتي هذه من خطابك يوم افتتاح مؤتمر المحامين العرب الذي عقد على أرض الكويت العربية، وهو ان على المحامي ان يقول كلمة الحق وأن يدفع عن حقه، ومن لم يستطع الدفاع عن حقه فهو عاجز عن الدفاع عن الآخرين. كلمتي هذه نابعة من القلب راجية ان تصل إلى القلب. انها صادرة من ابنة الديرة المخلصة التي لا تخشى في الحق لومة لائم، همها الأول والأخير سلامة هذا البلد الطيب الآمن بأرضه وحكامه وشعبه ومثلما اجتمع أبناء الديرة في السابق وبنوا السور الذي احاط بالديرة ليحميها، وكان أهل الديرة وحكامها قبل السور وبعده يداً واحدة مجتمعين على الخير والشر، الصراحة طبعهم والشهامة والنخوة والتآزر والمساعدة فلا نجد فرقاً بين حاكم ومحكوم. الحاكم ينتخي بأبناء شعبه عند أي خطر يهدد البلاد وأبناء الشعب يلجأون إلى الحاكم ينشدون نصرته عند تعرضهم للظلم، فَمَن لابن الشعب من بعد الله سبحانه وتعالى غير حاكمه ليرفع عنه الظلم إذ ظلم؟ وبعد هدم السور، ويا ليته لم يهدم، رفع مكانه سور آخر عال، هذا السور لم يبن لحماية الكويت كما السابق، ولكن بني ليفت في عضد الكويت وتخريبها واشاعة الفرقة بين ابنائها حكاماً ومحكومين، هذا السور وضع للحيلولة بين الحاكم وأبناء شعبه المخلصين وابتدأت اليد الآثمة التي يحركها الحقد والكراهية تحرض الحاكم على شعبه وتحرض الشعب على حكامه، وابتدأت الفجوة تكبر والسور يعلو والبلد الآمنة آخذة بالتقهقر إلى الخلف في جميع المجالات. فلنمسك المعاول ونبدأ في هدم هذا السور لنرتاح جميعاً.
واليوم الابنة تنتخي بأبيها ليرفع الظلم عن اخوانها وأهل ديرتها الحبيبة بيدك وحدك وبكلمة منك تستطيع إعادة البسمة إلى الشفاه وحقن الدماء وعدم اشاعة الفرقة بين ابناء الديرة مدنيين وعسكريين، فالكويت هي الوحيدة التي لم تلطخ يد حكامها بدماء ابنائها الزكية فلا نريد لها في هذا الزمن ان تلطخ. والكويت عرفت بديبلوماسيتها العريقة والتي أخذت لها مكانة عالية في العالم أجمع. أين هذا الديبلوماسية داخل الديرة؟ أم ان ديبلوماسية الكويت تقتصر على الخارج؟ إن مطلب الشعب بسيط وواضح وصريح وحق من حقوقه كفله الدستور، فبالديمقراطية ينعم الجميع ويرتاح فالحرية مطلوبة في كل أوان ومكان وخير مثل على ذلك ما يجري في أوروبا الشرقية، لقد وفرت لهم الدولة جميع سبل الراحة ولكنها سلبتهم الحرية، فهبوا مطالبين بالحرية، بيدك وحدك يا أبي يا ابن الديرة البار حقن الدماء وإعادة الديمقراطية إلى البلاد من خلال العمل بالدستور وسيادة القانون وكفالة حرية المواطن وحقوق الإنسان، مطلبنا عادل وبسيط وهو سيادة القانون.
ابنتك بنت الديرة البارة لولوة محمد الرشيد«.
ورسالتي إلى كل المسؤولين: إياكم وهدم أسوار الديمقراطية والحرية وسيادة القانون.
والحافظ الله يا كويت.
تعليقات