‫د. خلف الخطيمي: لايجب إلغاء موسيقى الشعر انقياداً لمفهوم الحداثة الخاطئ‬

فن وثقافة

‫بعض منتسبي رابطة الأدباء لايحضرون إلا وقت الانتخابات!‬

الآن - خاص 1824 مشاهدات 0


حاوره: رجا القحطاني

هو الشاعر القدير د. خلف حمود الخطيمي من أبرز الأدباء في الكويت . عضو مجلس إدارة رابطة الأدباء ، اختصاصي رقابة النصوص ، متعدد المواهب والنشاطات ،باقتدارٍ يكتب الشعرين الفصيح والعامي، رسالته في الدكتوراة متعلقة  بفلسفة الأدب الشعبي، كتب للمسرح مثل مسرحية ملحمة كاظمة ، وكتب الاوبريت، وفي المناهج الدراسية تم تدريس قصيدته "الفخر أنت يابلادي"، وكتب الأغنية وغنى كلماته كبار الفنانين العرب، ول د. خلف الخطيمي مساهمة فعالة في العمل الإنساني إذ زار غزة وكردستان واليمن.

قليل من الأشخاص من يجمع بين تلك المواهب والقدرات والمساهمات ، هو أديب جمع بين الثقافة  والبداوة والتحضر والعمل التطوعي وعززها بالمجال الأكاديمي.

أجرينا معه هذا الحوار حول مسيرته الأدبية الزاخرة ،ورؤيته  إزاء العديد من القضايا الأدبية والثقافية :


▪️هل نتعرف ولو بشكل مختصر على طبيعة رسالة الدكتوراة خاصتك والتي بعنوان"الشعر الشعبي في منطقة الجهراء بدولة الكويت"؟

** دراسة أولى لنيل درجة الدكتوراه حول الشعر الشعبي في دولة الكويت ومنطقة الجهراء تحديدا اطلعت على دراسات سابقة للدكتور غسان الحسن حول الشعر النبطي وشعر الفصحى وطلال السعيد في كتابة الشعر الشعبي  أصوله وفنونه وكذلك الشعر النبطي ذائقة الشعب وسلطة النص للدكتور سعد الصويان والشعر البدوي في مصر للدكتور صلاح الراوي واغاني البادية  للدكتور بندر عبيد .
بدات في مقدمة ثم تمهيد وتناولت  في الفصل الاول  منطقة البحث واثرها الادبي والشعري وموقعها الجغرافي وتركيبتها الاجتماعية واهميتها التاريخية وفي  الفصل الثاني أوضح   البحث الميداني ومشكلاته وأهم العقبات التي واجهتني كباحث ومن ثم في الفصل الثالث استلهم أهم أنواع الشعر الشعبي وأغراضه وبعدها تناولت في الفصل الرابع والأخير  مناسبات الشعر الشعبي وكذلك الأساليب لأداء ذلك الشعر
واعتبر دراستي محاولة  أولى لتتابع الدراسات الاكاديمية حول الشعر الشعبي في دولة الكويت وأسأل الله ان ينفعنا الرشاد لخدمة البلاد والعباد.


▪️هل ترى ضرورة لإنشاء قسم للأدب الشعبي في كلية الآداب، مثلما طالبت بذلك في أحد اللقاءات؟

** إنشاء قسم الأدب الشعبي ضرورة علمية وثقافية وادبية ملحة وجامعة الكويت متأخرة في هذا المضمار ففي الادب الشعبي استخلاص للذائقة المجتمعية ومعرفة لطبائع الناس وتفكيرهم وسلوكهم وتاريخهم وآمالهم وتطلعاتهم وتحولاتهم ففي الادب الشعبي ، الأمثال والسير والشعر والقصص الواقعية والتعليمية ومكارم الاخلاق وهو القانون والمقياس الحقيقي لمعرفة المجتماعات في زمانها وتفاعلاتها فكل ماهو موجود في الأدب العربي المضبوط نحويا موجود في الادب العربي الشعبي بل الأدب الشعبي متوسع وحاضن للهجات والعادات والتقاليد ويستحق الدراسات الاكاديمية بشكل أوسع وأعمق فهو مختبر متحرك في ضمير الناس كافة.


▪️مارأيك بالحركة الأدبية المحلية في الوقت الحاضر ، وهل ترى لكثرة الوسائل الاعلامية وخاصة وسائل التواصل الحديثة أثرا إيجابيا أم سلبيا على الحركة الأدبية؟

** للاسف هي تعاني من ركود علما بأن لدينا أدباء كبار وشباب كبار في أدبهم ولكن الاغلبية منهم يفتقدون إلى التسويق الأدبي الثقافي وعرض الذات ومنغلقين على مجاميعهم  المحيطة و بخصوص وسائل التواصل الحديثة، هي منزلة بين منزلتين كل متعامل معها هو من يحدد ايجابيتها وسلبيتها بأسلوبه وصنع مساره.

▪️لاشك أن لرابطة الأدباء الكويتيين دورا أساسيا في نشر الثقافة والأدب ، تُرى ماذا تحتاج الرابطة لتؤدي هذا الدور بصورة أفضل؟

** رابطة الأدباء صرح فخم من صروح الكويت والوطن العربي فهي الامتداد الطبيعي للنادي الأدبي  الذي أنشئ عام 1924 وأسسها شخصيات ثقافية وأدبية مرموقة ومؤثرة على مستوى الوطن العربي والعالم ولا زال بريقها جلي الا أنها تعاني من نقص الدعم المادي فمن غير المعقول أن ميزانيتها 20 الف دينار منذ عام 1964 وإدارتها تريد أن تشجع منتسبيها بطباعة الكتب المتميزة وتقديمهم  من خلال المشاركات العربية والعالمية وترجمة الإنتاج الأدبي الكويتي وتكريم المخضرمين والشباب فكل هذا في فكر مجلس الإدارة  الا أن العجز المادي يحول دون ذلك بالإضافة إلى أن رابطة الأدباء تعاني من هجر بعض الأدباء المنتسبين لها ولا نرى بعضهم الا في الانتخابات علما بأن كل عضوٍ بوجوده يحرك الساكن ومجلس الإدارة يرحب في كل المنتسبين ومشاركاتهم ففي تواجدهم تنتعش الرابطة علما بأن حراكها الثقافي جيد ولكن كان بالإمكان أن يكون مذهلا في وجود أبنائها وأدبائها.

▪️مع ذكر السبب ، برأيك أيهما  الأكثرا خلودا وتأثيرا أدب الفصحى أم أدب العامية خاصة أن لك إسهاما كبيرا في هذين المجالين؟

** الأكثر خلودا هو الأدب الفصيح لأنه خالد بخلود اللغة العربية المحفوظة بفضل الله ثم القرآن الكريم  والأكثر ثأثيرا وتفسيرا للناس هو الأدب العامي لانه أدب قريب للعامة يحاكي مشاعرهم وانشغالاتهم وأفراحهم وأتراحهم في زمان معين وفي مكان معين وهذا لا يعني أن نهجر الأدب العامي بسبب احتمالية الاندثار بل لابد أن نهتم به لأنه المرآة الأكثر وضوحاً والأجدر تصويراً  للناس في حالها ومآلها.

▪️مارأيك في التيار الحداثي للشعر الفصيح،وماهي معايير الحداثة الشعرية من وجهة نظرك؟

** استخدامنا للحداثة خاطئ وغير مفهوم فالحداثة نظام متكامل وأسلوب حياة شامل في الدين والثقافة والأدب والعمران والفن والعلاقات الاجتماعية والفكرية والفلسفية فالحداثة الغربية بمفهوم غربي لا نحتاجها بل نحتاج للحداثة الغربية بإطار عربي كذلك الشعر العربي في أوزانه وموسيقاه العالية الراقية لا يحتاج إلى هدم وتحديث بل يحتاج إلى تجديد في التناول للفكرة والكلمة وأما عن الشعر الحر وشعر التفعيلة هما لونان جميلان لكنهما لن يفوقا جمال الشعر العربي العمودي الأصيل.

▪️معنى ذلك أنت ترى أن الشعر العمودي مازال الأكثر اجتذاباً وحضوراً في المشهد الشعري؟

**  بالتأكيد ، بدليل أن الشعر العمودي مرتبط ارتباطا خلقيا بالذهنيةالعربية ،فموسيقاه وايقاعاته مبنية ببناء عربي خالص وإثبات ذلك ،خذ عينة عشوائية من أشخاص من أي قطر عربي ليكتب لك مما يحفظ  من الشعر لشعراء مختلفين ولموضوعات متنوعة واترك له حرية الاختيار بكل تأكيد سيكتب مما يحفظ من الشعر العمودي فالشعر العمودي فن وأدب عربي خالص مفصل تفصيلا ربانيا للذهنية العربية.

▪️كان لقصيدتك العامية "نفرتيتي أنا اخناتون" صدى واسع لدى متابعي الشعر في تلك الفترة، مادفعك إلى الاستدعاءات التاريخية في كتابة هذه القصيدة ؟، وهل هو استخدام رمزي يخفي وراءه إسقاطاً سياسياًّ؟

** هي إسقاط وجداني أكثر من كونه سياسيا، فالسياسة لا تحتاج إلى إسقاط ،فكل ما فيها مكشوف أما الوجدان ومرارة الغربة في الذات هي التي تحتاج الى اسقاط، لأننا في مجتمع لانملك الشجاعة في التصريح عن ما يدور في خلجات الذات .

▪️في هذا العصر هل بوسع الشعر الصمود جماهيريا  بظهور استقطابات أخرى مؤثرة
مثل الرياضة ومحتويات وسائل التواصل الاجتماعي؟

** الشعر شعور والشعور ثابت لا يتغير ولا يتبدل ففي الشعر الحكمة والأمثال والتصوير والبلاغة والمواقف بل ان وسائل التواصل الاجتماعي اجبرت البعض على الرجوع بل الخضوع للشعر للاستشهاد والاستدلال من خلاله لتعزيز وجهات النظر والأيجاز   لإيصال الأفكار المبتغاه  من خلال الشعر، فالاغلب أصبح يهتم بالشعر حتى يسعف كتاباته في تلك القناوات فالأكيد أن الشعر  باقي ومتربع على عرش الحروف ما دام الانسان يتكلم ولديه شعور .

▪️بما أنك كتبت الاوبريتات الوطنية ،ماهي أوجه الاختلاف بينها وبين كتابة القصيدة؟

** كتابة الأوبريت لها أسلوب خاص يشترك معك في التصور المخرج لكي يضع تصوره على خشبة المسرح من خلال وضع الحركات الاستعراضية للأدوات المسرحية ويكون همزة وصل بين الملحن والشاعر فالشاعر ظلع في مثلث العمل
وأما القصيدة فالشاعر له الحرية المطلقة في كتابتها وفي أي تصور وأي غرض ومتى ما أراد أن ينهيها فهو صاحب الفكرة والوزن والكلمة وهو المسئول عن كل فنياتها الأدبية  والفكرية.

▪️لو لم تزاول مجال الشعر وتبرز فيه، ففي أي مجال آخر ترى أو تتمنى أن تبرز فيه، ولماذا؟

** لن أتخلى عن الشعر كهواية ولكن حتماً سأتجه الى العمل التجاري  لأن المادة أصبحت عصب الحياة العصرية وبالتالي تساعدني على الاستمتاع في هوايتي بشكل أفضل.

د.غسان الحسن

د.سعد الصويان

تعليقات

اكتب تعليقك