العتيبي يعتذر عن نعت 'الجريدة' بالعنصرية ويتمسك بتخاذلها

محليات وبرلمان

محمد الصقر بحر من العطاء والحرية والديمقراطية والدفاع عن المال العام والديمقراطية

3542 مشاهدات 0


أرسل الصحفي والكاتب عبدالله العتيبي نسخة ل من رسالة موجهة لمالك صحيفة 'الجريدة' النائب السابق السيد محمد الصقر، يعبر فيها عن خالص امتنانه وعرفانه للصحفي الكبير محمد الصقر والذي اعتبره أستاذه ومعلمه. العتيبي أرسل كتابه يعتذر عن وصف 'الجريدة' بالعنصرية، ولكنه يتمسك بموقفه بأنها تخاذلت عن أداء واجبها بتغطية حريق الجهراء يوم السبت الماضي.

فحوى الرسالة إشادة بالسيد محمد الصقر وبدوره في الدفاع عن الحريات والمال العام. يذكر أن العتيبي قد تقدم باستقالته بعد يوم من المحرقة احتجاجا على ما أسماه 'بالعنصرية والتخاذل' في تغطية الحريق المروع (أنظر http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=37527&cid=30

كما أن زميله الكاتب بالجريدة- محمد الوشيحي- قد كتب صباح اليوم مقالا يدحض فيه وصف 'الجريدة' بالعنصرية ويطالبه العدول عن استقالته التي قبلها رئيس التحرير (أنظر http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=37630&cid=47

 

                                                                 بحر محمد الصقر

'مو بحرك'...
هكذا قال لي العم والأستاذ محمد الصقر، وهو يسعى لإثنائي عن ترك 'القبس' عام 1996 والتوجه الى صحيفة أخرى، وهو حتما اختار بدقة المصطلح المحلي العميق، لأنه يعلم أن مقولته ستمسني بقوة، وفهمته تماما، لأننا فعلا ننتمي كلينا الى 'بحر' واحد من الحرية.
حينما عدت من المهجر، من بريطانيا، حيث هاجرت لعامين بعد اعتقالي من أمن الدولة، قابلني مسؤول كبير في الجهاز ذاته، طلب مني أن أعمل 'جاسوسا' ضد زملائي في الصحف الكويتية، وكي يقنعني قال انها 'خدمة لبلدك'...وبالطبع رفضت أداء هذه 'الخدمة' غير الجليلة؛ وكان العم محمد الصقر الى جانبي، وساندني لحين تجاوز هذا الموقف العصيب.
عندما غادر العم الصقر 'القبس' الى مجلس الأمة، نائبا في البرلمان، أحسست بفقدان مصدر إلهام حقيقي لي، وللكثيرين في 'القبس'، وهو ما أفضى في النهاية الى تراجع هذه المؤسسة، وخروجي منها العام 2006، واللحاق بالعم بوعبدالله في مشروعه الجديد 'الجريدة'، والتقينا مجددا في بحر الحرية، وخوض تجربة جديدة تستحق التضحية بالكثير من أجلها.
العم الصقر، بحر من المحبة والشجاعة والنزاهة والتواضع والمرح، وهو طالما قلت أمام الجميع، أن الكويت بلا محمد الصقر، كانت ستغدو نهبا للمفسدين، لأنه تصدى لهم بعزم وجلد، رغم كل ما أصابه منهم، وما يزال، وما انفك يفعل بلا كلل، منذ سنوات، ولولاه لما استفاد الكثيرون من سقف الحرية، التي ارتفع بفضلة بصورة غير مسبوقة، حتى في سنوات الرقابة المسبقة على الصحف.
وددت بقوة كتابة هذه الكلمات بحق معلمي، ومصدر اعتزازي، وأكثر من أعطاني الفرصة الكاملة للخوض في بحر الكتابة، وإيجاد كينونتي الخاصة، بعد أن ساءني ما قاله بعض القراء ظلما وافتراء تجاه العم محمد الصقر، وربما وجدها البعض فرصة للنيل منه، والتخفي تحت أسماء مستعارة، بلا مواجهة حقيقية، لرجل تعلمت منه كيف اتخذ مواقفي بلا وجل، وأن أكون منسجما مع ذاتي، كما يفعل هو، وطالته الكثير من المظالم والانتقادات بسبب مواقفه المجبولة على الفضيلة.
بكل صدق وحرارة، أعتذر منه بشدة، عن كل ما ساءه بسببي، تقديرا له ولعائلته الكريمة، ويسوؤني جدا أن نتخاطب كتابة، ونحن الأقرب الى بعضنا، روحا وجسدا، وخروجي من 'الجريدة'، يظل موقفا خاصا في إطار العمل، أرفض أن يجري استغلاله بأي شكل، سيما بعد أن تأكدت أن موقف 'الجريدة' لا يتعدى كونه 'سوء تقدير' لحريق الجهراء المأسوي، وهو موقف ما زال يشعرني بالخذلان.
أكرر مجددا، أنه كان في الإمكان بذل جهد أكبر لمواكبة الحدث، والتعاطي معه بصورة أفضل، وأعترف بتسرعي في الحكم بكونه موقفا 'عنصريا', ينطبق على الموقف من الحادثة, وليس على الجريدة بذاتها، خصوصا بعد مناقشة الأمر مع الزميل المناوب، ولعل السبب هو فظاعة المصيبة، وإدراكي منذ الوهلة الأولى، أن الحادث أكبر مما يبدو، حينما انتابني شعور أن كارثة تلوح في الأفق، منذ بدأت أرقام القتلى المغدورات تزداد، ولهذا أرجو أن يسامحني من تضرر، وفي المقدمة دائما، العم بوعبدالله.
كما أقدم جزيل الشكر، لكل القراء الكرام الذين ساندوني حقا، والزملاء الذين منحوني صوتهم، كتابة أو محادثة، ودعموا موقفي، أعدهم أن لا أخذلهم يوما، وسأبقى مخلصا للمبادئ المهنية والإنسانية والوطنية، وسأحافظ على الفكر 'الكوني' الذي أحمله، محبا لمن يشاركنا هذا الكون، دون النظر الى اللون أو العرق أو الجنسية أو الديانة أو الإيديولوجيا، المحبة سبيلي وحسب.
...والرأي قبل شجاعة الشجعان. 

عبدالله العتيبي
 
 

 

الآن-خاص

تعليقات

اكتب تعليقك