أحمد حافظ: كذا أُحبُّ خيالي

فن وثقافة

1804 مشاهدات 0


"تضئ في الليل أخطائي
فأي يدٍ
قد علقتها أمامي كالقناديلِ"

هي الأخطاء فد تكون توطئةً لصواب آتٍ ، أو طريقاً متعرج الاتجاهات يفضى إلى منطقة آمنة ، قدر الإنسان أن يخطئ فإما أن يستثمر الخطأ  في إيجاد فرصة أخرى أو أن ينكفئ في ظلمة الحيرة:

الشاعر المصري المبدع أحمد حافظ نجم مسابقة "أمير الشعراء" التلفزيونية  ، الموسم التاسع ،يبدأ مشكوراً تواصله مع هذه النافذة الأدبية بهذا النص المتميز بلوحاته الشعرية الوارفة وصوره المجازية الأنيقه:

خلعتُ ما أرتدي: قلبي.. وتأويلي
فمرَّ بي كلُّ شيءٍ
كان يبدو لي

رأيتُ وجهي دُخانًا طائرًا
ويدي
ممدودةً كأيـادي
أُمِّنا الغُولِ

رأيتُ أغنيتي الخضراءَ
ذابلةً تَذْوي
وتنمو حُشُودُ القالِ والقِيلِ

رأيتُ حولي جماعاتٍ مُـكَـفَّـنَـةً
فهل تُرى ذكرياتي
أم مَقَاتيلي؟

رأيتُ كلَّ المرايا
وهْيَ تنظُرُ لي شَـزْرًا
وتُمعِنُ في شتَّى تفاصيلي

لكنني كنتُ أمضي شاردًا
فأنا
 بكلِّ ما هُوَ حولي
 غيرُ مشغولِ

أنا تُـرابٌ.. ونـورٌ لامـعٌ
ولذا…
أحبُّ نفسي، قليلًا، مثلَ قابيلِ

تُضيءُ في الليلِ أخطائي
فأيُّ يـدٍ
قد عـلَّـقَـتْـها أمامي كالقناديلِ؟

وهل تموَّهتِ الأشياءُ
أم ظهرتْ
ليَ الحقيقةُ
في شكلِ التخاييلِ؟

عينايَ نافِذَتَا حُلمٍ وأخيلةٍ
لكنَّ رأسيَ
                    صُندُوقُ الأباطيلِ

أرى حياتيَ حينًا وهْيَ مُذهِلةٌ
   ودائمًا ما أراها
غيرَ مذهولِ

حتى كأنيَ من فرطِ السُّكُونِ
صَدًى
    لِمَا يجولُ
بأحلامِ التماثيلِ

فما الذي سوف يعنيني
بشأن غدي
إذا رَمَاني سؤالي للمجاهيلِ!

أريدُ أنْ ينقضي عُمْري
على مَهَلٍ
ولا يضيعَ هَبَاءً في الأضاليلِ

وأنْ أُجفِّفَ أشواقي
 بطَرْفِ يدي
كي لا أفكَّرَ في عَطْفِ المناديلِ

وأنْ أربِّيَ إيقاعي السريع
على صوتِ الينابيع
لا رَنِّ الخلاخيلِ

وأن أُعلِّمَ مـائـي
ما يُـسِـرُّ بهِ فـمُ الغمامةِ
في أُذْنِ الغرابيلِ!

أريدُ قُـبَّـعَـتي الزرقاءَ ألبسُها
ولا أريدُ على رأسي أكاليلي

كَــذَا.. أُحِبُّ خيالي..

فهْوَ زاجلتي
إذا كتبتُ إلى الدنيا مراسيلي

تعليقات

اكتب تعليقك