الرئيس المصري يؤكد ضرورة استعادة الهدوء على الصعيد الدولي للتخفيف من آثار الأزمة الاقتصادية

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الجمعة ضرورة العمل على استعادة الهدوء والاستقرار على الصعيد الدولي للتخفيف من آثار الأزمة الاقتصادية على الشعوب التي تنشد السلام والتنمية.
وذكر المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي في بيان أن ذلك جاء في كلمة للرئيس عبدالفتاح السيسي خلال مشاركته عبر ال(فيديو كونفرانس) في الجلسة الافتتاحية للدورة ال25 لمنتدى سان بطرسبرج الاقتصادي الدولي.
وقال الرئيس المصري إن العالم ما لبث أن يتعافى جزئيا من آثار جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) "حتى أطلت أزمة اقتصادية كبرى ألقت بظلالها على معدلات النمو وأثرت سلبا على موازنات الدول بالنظر لارتفاع أسعار المحروقات وتراجع أسعار العملات الوطنية".
وأشار في هذا الصدد إلى اضطراب سلاسل الإمداد وظهور أزمة الغذاء وكذلك عدم انتظام حركة الطيران المدني بما يرتبط بهذا القطاع من مجالات حيوية بالنسبة للاقتصاد المصري في مقدمتها السياحة والتأمين.
وأكد أن التصدي لهذه الأزمة "ذات الطابع الدولي" يتطلب جهدا دوليا وتعاونا من جميع الأطراف من أجل إعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي لا سيما حركة الملاحة البحرية وانتظام سلاسل الإمداد خاصة المواد الغذائية كالحبوب والزيوت النباتية.
وأعرب عن اعتزاز مصر بعلاقات الصداقة "التاريخية الوطيدة" مع روسيا والتطور الملموس الذي شهدته العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة في العديد من القطاعات الحيوية.
وقال الرئيس المصري إن منتدى هذا العام يعقد في ظل ظروف وتحديات سياسية واقتصادية "غير مسبوقة وذات طبيعة استراتيجية".
وأعرب عن الأمل في أن تسهم مخرجات المنتدى في إيجاد الحلول الفعالة لهذه التحديات وبالشكل الذي يخفف من وطأة الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها السلبية على العديد من دول العالم وخصوصا على اقتصادات الدول الناشئة عبر تفاهمات سياسية طويلة المدى تفتح المجال لنمو الاقتصاد العالمي لاسيما في أعقاب جائحة كورونا "الحادة".
وأشار في هذا الإطار إلى أن جائحة (كورونا) "كلفت مجتمعاتنا ضحايا وأموالا وموارد طائلة تجعلنا حريصين على تفادي أي تباطؤ في الاقتصاد العالمي".
وذكر الرئيس المصري أن مصر وروسيا انخرطتا على مدار السنوات الأخيرة في تنفيذ مشروعات كبيرة وطموحة تخدم البلدين وتستجيب لتطلعات الشعبين في تحقيق مزيد من التقدم الاقتصادي ومنها مشروع إنشاء (المحطة النووية بالضبعة) ومشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس والتعاون بين البلدين لتطوير شبكة السكك الحديدية.
وأشار إلى تدشين رؤية (مصر 2030) لتعكس خطة استراتيجية طويلة المدى للدولة لتحقيق مبادئ وأهداف التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وأوضح أن الحكومة المصرية قامت بتحديث البنى التشريعية من أجل أن تتمكن مصر من استقطاب مزيد من الاستثمارات الأجنبية ومما أهلها لتكون صاحبة المركز الأول للدول الجاذبة للاستثمارات الأجنبية في إفريقيا ولتصبح إحدى الدول القليلة في العالم القادرة على تحقيق معدل نمو وصل إلى نسبة 3ر3 في المائة عام 2021.
وتوقع الرئيس المصري أن ينمو اقتصاد بلاده 5ر5 في المئة خلال العام المالي الجاري منوها بزيادة صادرات مصر غير النفطية خلال عام 2021 لتبلغ 32 مليار دولار.
وأضاف أن مصر نجحت في تنفيذ مشروعات زراعية عملاقة تستهدف زيادة الرقعة الزراعية بنحو مليوني فدان فضلا عما تنفذه من مشروعات ضخمة في مجال النقل والمواصلات عبر مد آلاف الكيلومترات من الطرق وتطوير منظومة النقل المصرية عبر إدخال مشروعات جديدة مثل مشروع القطار السريع الذي سيمثل وسيلة للربط بين البحرين الأحمر والمتوسط.
ودعا الرئيس السيسي كافة الشركات المشاركة في المنتدى وغيرها للاستفادة من الفرص "الضخمة" المتاحة التي يوفرها الاستثمار في مصر في كافة المجالات.