‬ماذا‮ ‬يفيد كتاب التعزية لابنة فقدت أمها؟ ماذا تفيد كلمات الحزن لأب فقد الزوجة والابنة؟ ..محمد الملا يعتبر ‬هذا‮ ‬يوما للطم والبكاء
زاوية الكتابكتب أغسطس 17, 2009, منتصف الليل 953 مشاهدات 0
من رئيس الدنبكجية
محمد الملا
البلد في توهان وتغطيه سحابة تأزيم لا مثيل لها، وكل أزمة تلد أزمة أخرى، وكأن هناك من يلعب لعبة يقصد بها دمار البلد، فلهذا كثرت عندنا الدنبكجية التي تطبل على ألحان من يعزفون على قتل المواطنة وزرع الإحباط، هل يعقل أن تموت فينا الغيرة والوطنية من دون ان نتخذ إجراءات قاسية تجاه المتسببين بقتل أكثر من أربعين مواطنة كويتية بحريق الجهراء، ومسؤولونا الكرام كأنهم في سبات الشتاء همهم إرسال برقيات تعزية الى أهالي المفجوعين، يا ناس، الكويت بكت في الجهراء وغيرهم لم يسأل عنهم وعن حالهم لأنهم من أهالي الجهراء.
لا تحصل المفاجع إلا بالجهراء، وبعض نواب تلك المنطقة همهم التقرب من الحكومة لتجنيس البعض من البدون غير المستحقين الدخلاء الجدد من الأقرباء، وكأن الجنسية الكويتية هبة تهدى للأحباب، فعلا شعارهم »طز بالأرض وبالهوية والانتماء«، أمام مصالحهم، هؤلاء هم بعض نوابهم الذين انتخبهم أهل الجهراء، كانوا يتمنون عليهم تطوير منطقتهم المنكوبة وإزالة الكوريات والصينيات من المنازل التي سكنوها والتي تشوه منظر البلد حتى تتناسب مع رقي اسم الكويت، لكن للأسف صار الاهتمام فقط بالتقرب من أجل الدينار والدولار.
كلنا نتذكر كيف غرقت الجهراء عندما جاءتنا الأمطار وعندئذ اكتشفت وزارة الأشغال الأخطاء الهندسية وسوء البنية التحتية هناك في البلد المنسي، هل يعقل في مدينة كاملة مكتظة بالبشر ألا يوجد بها الا استاد رياضي واحد ومستشفى واحد وقاعة أفراح واحدة والأمن هناك غائب والتعدي على أملاك الدولة لا حصر له، ويوجد بها سوء تخطيط وتنمية لا مثيل له وكأن البعض يريدون للجهراء ان تبقى تحت نيران العازة للأبد؟
هذه السياسة المتبعة تسببت بقتل أكثر من أربعين مواطنة كويتية من قبيلة الظفير، ومن يعتقد ان مسلسل الحرائق والغرق والفوضى سينتهي فهو مخطئ لأننا لا نملك حاليا الا سياسة الدنبكجية التي قتلت فرحة عرس الجهراء في يوم السبت الأغبر.
يا أخواتنا اللاتي قتلن بيوم عرس الجهراء سامحننا لأننا كنا نظن ان الحكومة جهزت مستشفى على أعلى مستوى لمعالجة الأزمات، فإذا هو يغرق في شبر ميه ولم يعرف كيف يساعدكن مع المصابات، يا حسرتا على هيك مسؤولين يرمون التهم على بعضهم بعضا، لإنقاذ كراسيهم، ماذا يفيد كتاب التعزية لابنة فقدت أمها؟ ماذا تفيد كلمات الحزن لأب فقد الزوجة والابنة؟ اسمحولي ان اعتبر مقالي هذا يوما للطم والبكاء على ما نحن فيه من سوء في كل شيء، لقد انكشفت عورات الكثيرين، فهل يملك كبار المسؤولين ان يقدموا استقالاتهم ويرحلوا لعلنا نعرف معنى ان هناك أملا وان في نهاية النفق نورا؟ وفي النهاية عظم الله أجركم يا أهل الكويت بقتلى الجهراء وصدق الشاعر عندما قال:
ليس عندي وطن
أو صاحب
أو عمل
ليس عندي ملجأ
أو مخبأ
أو منزل
كل ما حولي عراء قاحل
انا حتى من ظلالي أعزل
وأنا بين جراحي ودمي انتقل
معدم من كل أنواع الوطن
والحافظ الله يا كويت.
تعليقات