علي البغلي: الكويت ليست بأفغانستان طالبان!
زاوية الكتابكتب علي البغلي يونيو 15, 2022, 10:08 م 351 مشاهدات 0
سررنا كثيرا بصدور حكم المحكمة الكلية مؤخراً برفض دعوى احدهم، بمنع بث منصة نتفليكس الاميركية الشهيرة، ونشد على يد من أصدر ذلك الحكم المميز من قضاتنا الشرفاء، فالدعوى والطلب كانا مهزوزين من الأساس، ومن طلب منع بث إرسال تلك المنصة العالمية أسسها على بث تلك المنصة الاعلامية لفيلم عربي، هو نسخة عربية مقلدة ومشوهة عن فيلم أجنبي بثته المنصة عن العلاقات المثلية بين الأزواج والزوجات وأصدقائهم من الزوجات والأزواج! وقد كان ينبغي على المجتهد رافع تلك الدعوى المهزوزة، رفع الدعوى على الممثلين والمخرج وكاتب القصة المعد في بلدهم الأم وهو بلد عربي شقيق، يفقه أهله بالإسلام الحقيقي المتسامح المؤمن بالرأي والرأي الآخر، والمواجه بمشكلاته الاجتماعية الموجودة في مجتمعه، كالمجتمعات المتحضرة أي مواجهتها ومحاولة حلها وليس تغييبها أي إعدامها، مع أن أمثال تلك المشكلات متجذر في الإنسان منذ مئات القرون، ولم يستطع أي مجتمع اجتثاثه وتركوا الأمر لصاحب الأمر، أي الخالق سبحانه وتعالى ليحاسب المخالف لنواهيه وأوامره.. وأنا لا أقول ذلك للتشجيع على تلك الظاهرة غير الطبيعية والمشوهة لأي مجتمع منذ أن خلق هذا الكون، ولكن أدعو للتعامل معها بعقلانية ومنطق سليم بتسليط الضوء أنها ضد تعاليم الخالق.. وانها تتنافى مع الفطرة السليمة التي دعت لها الاديان ومبادئ الاخلاق الحميدة..
***
وقد كتبت عن تلك الدعوى المهزوزة بأن منصة نتفليكس الاعلامية المشهورة في جميع انحاء العالم، ليست متاحة للرؤية إلا لمن يشترك مالياً فيها شهرياً، فأنت لا تريد أو تحبذ مشاهدة برامجها او لا تريد لعائلتك وزوجتك وأولادك وبناتك مشاهدتها فلا تشترك، أي لا تدفع مبلغا شهريا لمتابعة بثها، وذلك انك لست مرغما على تلك المشاهدة التي يجب أن تدفع من جيبك مبلغاً من المال لمتابعة ما تبثه من أعمال فنية.. مرة أخرى نشكر قضاتنا الكرام على عدم الاقتداء بفكر او ما يتم في افغانستان طالبان..
***
أقام الأصوليون (اخوان وسلف) وأبواقهم المأجورة المنتفعة بخيراتهم معنوياً ومادياً وانتخابياً الدنيا ولم يقعدوها، عندما ذكرت واستغربت وجود 200 مركز لتحفيظ كتابنا الاعظم وقرآننا الكريم البريء بأوامره ونواهيه من فكر امثال هؤلاء..
فأنا شخصياً عرفت قرآننا الكريم قبل ان يشم معظم هؤلاء الهواء ويشربوا الماء! ولكن في ايامنا عرفنا القرآن المستنير في صفوفنا الدراسية وفي حصص الدين، وفي المساجد التي كنا نصلي فيها صلاة الصبح وصلاة الجمعة.. وقد أثارت بعض هذه الأبواق الزاعقة ذلك الموضوع من زاوية مذهبية، لأن هذا ما تجيده منذ أن ابتلانا الله بها.. ولا ندري او نعرف أن احد المذاهب الاسلامية المعروفة وخصوصاً اكبر مذهبين فيه (السني والشيعي) له كتاب سماوي مقدس غير القرآن؟! لكن ما أثار تلك الابواق الصدئة ومن وراءها هو تسليط الضوء على العدد المهول المسمى بمراكز تحفيظ القران، وكثير منها اسم على غير مسمى، فقد انشئ لتجنيد الشباب وجباية ملايين الأموال.. وأوضح دليل على ذلك مئات آلاف الدنانير المصروفة على إعلانات شوارعية من قبل حزب اصولي، هذه الأيام تدعو لتحرير مدينة لم يستطع عدد كبير من الدول تحرير شبر منها؟! اللهم بلغت اللهم فاشهد.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
القبس
تعليقات