جيهان بركات: في حضن بردته

فن وثقافة

742 مشاهدات 0


يا أنس صحراء عمري جئت طائعةً
فارسم بخطوك لي فوق الطريق مدى

في صحراء العمر اللاهث إلى نبع الأمل، الباحث عن واحة السكينة ، يأتي أنس الوجود  بخطوات النور الإلهي  ليرسم المدى حياةً لا تجدب وطمأنينة لا تنضب.

من أرض الكنانة تبدأ الشاعرة المبدعة جيهان بركات مشكورةً تواصلها مع هذه المساحة الشعرية إذ تلامس أعماق القلوب بقصيدة روحية  نابضة بالألق التعبيري وممعنة في البهاء التصويري:

يرنو
فيَنْفحُني من نوره
مَدَدا
يا قلبُ هل نبتغي
من بعدِه أحدا؟!

آوى يَمامَ الرِّضا
في رُدْنِ بُرْدَتِهِ
ومدَّ باعًا
فأعْطى قبل أنْ يَعِدا

هو الضياءُ الذي
قد عشتُ أنشُدُه
وحين موعدِه
بين الغَمامِ بَدا

كالبَدرِ
لا، بل كشمسٍ
عند مَشرقِها
فرَّتْ خيولُ الدُّجى
واستنفرَتْ بَدَدا

مسَّتْ رؤاهُ نياطَ القلبِ
فارتَعَدَتْ
ريْحانةً تشتهي
فوق الخدُودِ
نَدَى

وأوْدَعَ الرُّوحَ
سرًّا مِن نُبُوءَتهِ
فصَحَّحَ المَتْنَ
لمَّا صارَ لي سَنَدا

يا...
نظرةٌ منكَ
تُسْقيني الهُدَى غَدَقًا
فكيفَ بي سَيِّدي
إمَّا مَدَدْتَ يَدا؟

قد هِئْتُ للرحلةِ الخضْراءِ،
راحِلَتي روحٌ شفيفٌ
وقلبٌ في الدُّنَا زهِدا

فالأربعونَ مَضَتْ
بالخَمْسِ تتْبَعُها
وآنَ للتِّيهِ أن يَسْتَوْفيَ الأمَدا

وجَعْبَةُ العمرِ لا أُعْنَى بمُؤْنَتِها
سَلَّمْتُ أمسِي ويومي،
ما عليَّ غَدا؟!

يا أُنْسَ صحراءِ عمري
جئتُ طائعةً
فارسمْ بخَطْوِكَ لي
فوقَ الطريقِ مَدَى

وخذْ يَمِينيَ واعبرْ بي
على مَهَلٍ
حسبي شَتاتًا
وحسبي
ما أضعتُ سُدَى

تعليقات

اكتب تعليقك