علي البغلي: على ناس وناس؟!

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 391 مشاهدات 0


«الرشيدة» عودتنا على التفرقة بين البشر.. فناس تكون معاهم أمناً وسلاماً، وناس تكون معاهم ناراً.. بالإضافة إلى البلاوي التي نسمعها يومياً من رجل وامرأة الشارع المعانين من تقتير الحكومة عليهما بالمرتبات والمزايا، وآخرها كذبة إبريل الكويتية، وأقصد هنا منحة الـ3000 دينار التي قبرت مؤخراً، بعد أن توهتنا تصريحات بعض النواب وغيرهم عن قرب سدادها من قبل موظفي التأمينات، الذين يتصرفون أو يظنون أنهم هم مصدر أموال واستثمارات التأمينات المليارية لا الموظف المسكين.. وأقصد بالموظف هنا موظف «الرشيدة»، لا موظف شركاتها ومؤسساتها الحاتمية، وعلى رأسها موظفو شركات البترول، الذين منحت الواحد منهم تلك الشركات مئات الآلاف فقط لإخلاء كرسيه، لكي يشغله الشباب الذي يتكدس للحصول على وظيفة في تلك الشركات الحاتمية السردية، «أي التي ساردتها، لكن ليس من أموال آباء موظفيها الكبار»، لكن من أموالنا وأموال أجيالنا القادمة عزيزي القارئ، ولم تكتف تلك الشركات التي مُلئت كراسي القيادات بها في عهد أحد الوزراء الحزبيين الدينيين بالأصوليين المرضي عنهم، وهم بدورهم عينوا شباب الأصولية المنصاع لهم!.. يكفينا تعرض شركاتنا البترولية لخسائر تبلغ أكثر من ربع مليار (صحيفة الشاهد 30 مايو)، أكرر مليار في عام واحد، ولم يبلغنا عقاب من تسبب بتلك الخسارة أو إزاحته عن كرسيه.

*** 

أتذكر أيام توليت فيها مركز وزير النفط، كان سعر برميل النفط 12 دولاراً ـ وكنا ننتج حوالي 1.6 مليون برميل يومياً لظروف الغزو ــ الآن بلغ سعر برميل النفط الكويتي 120 دولاراً، وننتج منه ما يزيد على 2.7 مليون برميل يومياً، أي عشرة أضعاف سعر اليوم، وكنا نعيش في تلك الأيام أوائل التسعينيات من القرن الماضي في بحبوحة من العيش، بالرغم من عشرات المليارات من الدولارات التي تكبدناها بسبب الغزو الصدامي الغاشم والقيمة المنخفضة لدخلنا الأساسي.. بالرغم من ذلك نجد أن «الرشيدة» تخرج لنا يومياً بأعذار قرب إفلاسها وإفلاس صناديقها التي تصرف فلوسها على ناس وناس؟!

*** 

وحتى لا نلقي الكلام على عواهنه، سأحكي لكم هذه الحكاية... اتصل بي أحد أصدقائي، الذي يمتلك مدرسة أجنبية خاصة، هذه المدرسة بها قسم أو جزء كبير لتدريس ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد كانت تلك المدرسة وأمثالها تتلقى مبلغاً مالياً سنوياً من وزارة التربية لدعمها نتيجة قيامها بعمل كان يجب على الوزارة انه تقوم به.. الآن «الرشيدة» غيّرت الإشراف على تلك الخدمة من وزارة التربية لوزارة الصحة.. يقول الصديق إنهم لم يتلقوا مبلغ الدعم منذ أن حلت علينا كارثة كوفيد وتعطيل العمل في المصالح والمدارس.. إلخ. ويستطرد الصديق في القول إنهم لم يتوقفوا عن الصرف على مرتبات المدرسين والإيجارات، وأما الطلبة فكانوا يدرسونهم on line، أي عن بُعد عن طريق الإنترنت.. فلماذا أوقف الدعم؟ 

وفي الوقت نفسه نقرأ أن وزارة المواصلات ستدفع لما يزيد على 3 آلاف من موظفيها مكافأة الصفوف الأمامية؟! فأي مكافأة يستحقها موظف البريد المغلق أبوابه منذ سنين؟ وأين هي الصفوف الأمامية لتلك الوزارة؟ وماذا فعلت لنا أو خدمتنا به أثناء الجائحة الفائتة لا أعادها الله؟

وهذا ما قصدت به أن حكومتنا «اللا» رشيدة أصبحت في فسفسة أموالنا على ناس وناس؟!

ولا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم.

المصدر: القبس

تعليقات

اكتب تعليقك