داهم القحطاني: إن بعتوها بعناها

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 510 مشاهدات 0


هناك شح عالمي في موارد الغذاء يتكرر لأسباب متعددة، من ضمنها أسباب مناخية وبيئية، وأسباب تتعلق بالنزاعات العسكرية.

ومؤخراً ظهرت أسباب تتعلق بتأخر سلاسل توريد الأغذية والمعدات نتيجة للضغط الهائل على موانئ عالمية معينة.

هذا الشح العالمي لم يصل إلى مرحلة الكارثة العالمية بعد، لأن الدول والشركات تعالجه ضمن آليات معينة، من ضمنها زيادة العرض، وتقديم الدعم لمصنعي الأغذية والمزارعين، وإيجاد وسائل أخرى لنقل الغذاء، كما يحصل في الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأميركي جو بايدن، من أجل تسخير طائرات النقل العسكرية لنقل الكميات التجارية من حليب الأطفال لسد النقص الحاصل في الأسواق الأميركية.

والتحذيرات التي تصدر حالياً من المنظمات الدولية المختصة ضرورية ومهمة من أجل أن تبحث الحكومات عن حلول استباقية لأي أزمة كبرى في هذا الشأن.

وهناك حلول محلية تقوم بها الحكومات لمعالجة الشح المؤقت في بعض الأنواع من الغذاء والمنتجات، ومن ضمنها الدعم المالي لبعض السلع، وتوجيه الدعم لشرائح أكبر، وكذلك التعاون مع الشركات المنتجة، والشركات المستوردة للغذاء، ومع الجهات التي تدير منافذ البيع والتوزيع، كاتحاد الجمعيات التعاونية هنا في الكويت، والأسواق الكبرى. 

إلى هنا تبقى مسألة شح الغذاء في إطار المواضيع التي يمكن السيطرة عليها، ولكن الكارثة، التي يمكن أن تحدث، تتمثل في محاولات بعض الشركات الكبرى، وغيرها من عديمي الضمير والشرف والأخلاق استغلال الأوضاع الحالية لتعظيم الأرباح، بما في ذلك وقاحة البيع بأسعار مضاعفة للسلع التي استوردت بالأصل بكلفة ما قبل الأوضاع الحالية.

هذا البيع المحرم يتم عبر تخزين أنواع ضرورية ومهمة من الأغذية، والمنتجات وعدم طرحها في الأسواق إلا بكميات قليلة، ثم محاولة خلق حالة من الذعر تدفع المستهلكين إلى الشراء بكميات ضخمة لتخزينها، وهنا يتحقق المطلوب لهذه الشركات.

وبالطبع سيكون هناك ضحايا كثر لهذا الأسلوب الوضيع، ومن أبرز هؤلاء الأُسر المتعففة التي تكافح في الأوضاع العادية لتأمين الحد الأدنى من الحياة والمعيشة الكريمة، وهي أسر تتواجد لدى الشعب الكويتي، وكذلك لدى شريحة البدون، وشريحة المقيمين.

لابد أن يعي وزير التجارة الحالي، وهو مرشح في انتخابات سابقة لم ينل فيها ثقة الشعب، أن التلاعب بالأسعار لعب في النار، وأن الناس سيردون وبقوة، وعبر قاعدة «إن بعتوها بعناها»، على أي محاولة لاستغلال الظروف السياسية والعسكرية في العالم لتحقيق أرباح فاحشة.

لهذا عليه أن يؤدي أعماله بالأمانة والصدق، وأن يمنع أي احتكار أو رفع للأسعار من دون ضرورة ملحة.

المصدر: القبس

تعليقات

اكتب تعليقك