علي البغلي: يحدث في الكويت فقط!

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 381 مشاهدات 0


لا ندري متى سيقف الانحدار بنا إلى أسفل القاع كمجتمع كويتي، أينما تولي وجهك فيه تواجه ذلك الانحدار.. من طرقات ملأتها الحفر، ونجمت عنها آهات!! إلى مليارات الدنانير، التي يساوي الواحد منها – أي الدينار – 3 دولارات، ذهبت لجيوب وذمم البعض. 

يكفي تعقيد كل شيء بسيط في حياتنا، وهي ما قامت به السلطة التنفيذية لينقلب إلى الضد. فأنت لا يمكن أن تنهي معاملة حكومية مهما كانت بسيطة ما لم يتوسط أحد من موظفي تلك الهيئة، والتي زادتها حكومتنا الرشيدة تعقيداً، بعدم قبول أي مبلغ رسم حكومي ما لم يكن مدفوعاً من خلال بطاقتك البنكية.. أما من ليس لديهم بطاقات ككبار السن والمستضعفين الأجانب من البشر، الذين يقومون بخدمتنا في المنازل والشوارع والمحال والمؤسسات، ولا تكن لديهم تلك البطاقة اللعينة «فليبلطوا البحر»!!.. فالمستضعفون الأجانب في هذا البلد يقومون بتحويل مرتباتهم الشهرية فور تسلّمها من رب العمل إلى عائلاتهم، الذين تغربوا عنهم وتمرمطوا لإعاشتهم.. ولذلك فإن أغلبهم ليس لديهم البطاقة البنكية السحرية التي تتطلبها السلطات الحكومة؟! 

*** 

والحبل على الجرار في الفساد والقرارات الحكومية اللا رشيدة، والتي يكون من نتائجها معاناة أهل الكويت والمقيمين فيها والأجانب. يكفي القرار الأخير بسداد مرتبات موظفي الحكومة قبل موعدها بـ9 أيام، والتي يقع في وسطها العيد، والتي نجم عنها أن أغلبية أهل الكويت من موظفيها ومتقاعديها عايشين أو جالسين على الحديدة الآن؟! 

*** 

وما أردت أن ألفت الانتباه إليه هو سهولة الاعتداد من قبل المتنفذين (لا أقصد الأغنياء)، بل أقصد المتنفذين من الأصوليين، الذين تخاف منهم الحكومة كما تخاف من ظلها كلما رفعوا أصواتهم عليها. وآخر ما قام به هؤلاء هو منع إقامة ألعاب رياضية، وإعلانات تجارية، وعشرات الممنوعات حسب أفكارهم غير المنطقية! 

آخر ما تفتق عنه ذهن هؤلاء هو رفع دعوى لمنع بث قناة «نتفلكس» الأميركية التي بثت فيه منذ مدة فيلماً سينمائياً عربياً مصرياً، يمثل بعض أبطاله دور المثليين، وهو أمر غير مقبول كما جبلنا عليه منذ أن تفتحت أذهاننا على هذا العالم، لكنه موجود منذ عشرات القرون.. (قوم لوط) ولم تفلح الثقافات وتعليمات الأديان في نبذه أو إيقافه مع شديد الأسف. لنأتي نحن في كويت الانحدار ونطلب من المحاكم أن تجبر رشيدتنا، التي تخشى من ظلها، على إيقاف بث ما يعرض من أفلام ومسلسلات على شاشات بث «نتفلكس»، مع الأخذ بعين الاعتبار أن «نتفلكس» لا تجبرك على مشاهدة بثها للأفلام والمسلسلات، بل إن عليك دفع مقابل مالي شهري لذلك! وقد أخبرني البعض أنه حتى لو منعت الرشيدة بث نتفلكس، فسيتمكن من يريد أن يشاهد أفلامها على قنوات أخرى لا يمكن حجب بثها؟! وسينجم عن مثل تلك القرارات التي تمس حقوق الإنسان الشخصية، ما علمنا به مؤخراً من أن الكويت ودولة خليجية أخرى فقط ما زالتا تحت رقابة دول «شنغن»، التي تتريث ورفعت في متطلبات نيل تلك التأشيرة بسبب السيرة السوداء لقرارات حكوماتهما ومجتمعهما في المساس بحقوق الإنسان المقيم فيهما، بعكس معظم الدول الشقيقة في منطقتنا، والحبل على الجرار في إساءتنا لدولتنا الكويت، التي كانت في يوم ما قبل أن نبتلي بأمثال متخذي القرار بين ظهرانينا درة الخليج... 

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

المصدر: القبس

تعليقات

اكتب تعليقك