صفوان قديسات: أُمي

فن وثقافة

الآن 722 مشاهدات 0


"أمي ويوسفك المفقود سار إلى
قراره وتعدى حاجز الهدبِ"

هي واحة الطمأنينة في صحراء الحياة القاسية، هي قنديل الأمل في سديم اليأس، هي نبض المحبة في قلب الحياة ، بل هي الحياة ، إنها الأم.

الشاعر الأردني المتمكن صفوان قديسات، نجم مسابقة "أمير الشعراء" 2009م ، ومن شارك في العديد من الفعاليات الشعرية، يستهل مشكوراً تواصله مع متابعي هذه النافذة الشعرية بقصيدة رائعة تعبّر عن مكانة الأم الغالية في قلب كل إنسان:

أمّي ، وحق رغيف الصبر والعتبِ
المستريح على جنبين من تعبِ

الذاكر الله في محراب خلوتِهِ
ليوقظ الصبح بين القش واللهبِ

إني أقلب أعذار الكلام وما
لدى ‘الصغير'سوى قلب من القصبِ

أمّي ، ووجهك لا يحصى ... كأن له
جلالة من كرامات النبي العربي

لك السهول التي قبل اكتمال غدي
بذرتُها "بقواشين" من اللعبِ

ووردة تملأ  البشكير تشبه ما
يكون خدك تحت العرجة الذهبِ !

أمّي ، وحضنك لا يحصى أمام يدي
تكدست عتبات البرد فاقتربي ...

وهدهدي غربة في الروح تعصر لي
غشاوة لم يجدها أبلغ العنبِ

تقول لي أن أيامي على سفر
تمرُّ مثل مرور "الآخ" في العصبِ

أمّي ، ويوسُفُك المفقود سار إلى
قراره وتعدى حاجز الهدبِ

وقال للموت : كن بردا على وَلدٍ
أراه لولا عظامٌ في التراب أبي

لكنه لم يزرنا منذ غاب ولو
في الصحو واتهمي عيني بالكذبِ

حتى العناوين لم تجلب رسائلها
شبيهه لمقيم أو  لمغتربِ !؟

أمّي وليس على "صفوان" من حرج
إذا رجعتُ ودرب الشوق تركض بي

أردد النَفَس المبلول عل به
تسافر النَّفْس بين الحزن والطربِ

فلا يقال تمادى في غوايته
ولا استقال من الدنيا بلا سببِ !

تعليقات

اكتب تعليقك