محمد الرويحل: فساد السياسي والتاجر والمواطن!

زاوية الكتاب

كتب 477 مشاهدات 0


لا يكاد مجتمع من المجتمعات يخلو من ظاهرة الفساد، فثم مجتمعات قد نخرها الفساد ودمر حياتها، وثم مجتمعات تقاوم وتحارب هذه الظاهرة المدمرة بكل الوسائل لتحافظ على ديمومتها وتنميتها، ويقول الله عز وجل في محكم كتابه «ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ»، لينذر العباد بخطورة وتحريم هذه الآفة، كما أن القوانين في دول العالم تجرمها وتعاقب عليها، فهو ظاهرة محرمة ومجرمة ومدمرة للمجتمعات والدول.

والآثار المدمرة لانتشار هذه الآفة تطول كل مقومات حياة الوطن والمواطن، حيث تهدر الأموال والثروات والطاقات وتعطل أداء المسؤوليات والإنجازات والخدمات، الأمر الذي يؤدي الى تخريب وإفساد المجتمع برمته، ويتسبب في تأخير وتدمير عملية البناء والتقدم، ليس على المستوى الاقتصادي والمالي فقط، بل حتى المستوى السياسي والاجتماعي والثقافي، ويعرقل دور مؤسسات ودوائر الخدمات العامة ذات العلاقة المباشرة واليومية مع حياة الناس، ويؤثر بشكل مباشر على سلوكياتهم وأخلاقهم.

قد يستغرب البعض من عنوان هذه المقالة وعلاقتها بالفساد، لذلك سأوضح حتى لا تفسر بغير المقصود، فالكويت مثل معظم دول العالم لا تخلو من الفساد، ولكنه هنا أصبح منظومة متكاملة ومؤسسة فعالة، تضم السياسي والتاجر والمواطن، ولكل منهم دوره في نشر وتقوية هذه الآفة ليحصلوا على ما يريدون دون تعقيد أو صعوبة ويتحكموا بمفاصل الدولة وثرواتها، ليكون لهم النفوذ والسطوة والقرار لخدمة منظومتهم. ولنا في الدول التي تمكن منها الفساد خير عظة وبرهان، حيث شاهدنا كيف دمر بنيتها واقتصادها وتنميتها، وأصبحت دولاً فاشلة، الأمر الذي يجعلنا نعلق جرس الإنذار للتآزر والتعاون لمحاربة هذه المؤسسة وأعضائها قبل فوات الأوان، حيث لا ينفع الندم والتحسر على ما فات. ولأن الفساد انتشر وشاع وأصبح منظماً وممنهجاً فالواجب علينا جميعاً ألا ندعه يصل لحالة الانفلات والفوضى، وأن نستعجل في محاربته واستئصاله حتى لا يتسبب في انهيار المنظومة الإدارية والمالية للدولة والأخلاقية للمجتمع.

يعني بالعربي المشرمح:

القضاء على منظومة الفساد ليس بالشيء المستحيل، خصوصاً في دولة كالكويت، غالبية أبنائها مخلصون ومحبون لها ومصلحون يسعون لرفعتها وازدهارها، الأمر الذي يسهل على الإدارة البدء بوضع الخطة والحلول اللازمة لمحاربة هذه الآفة والقضاء عليها قبل فوات الأوان، فمنظومة الفساد لن تكتفي بهذا القدر، ولن تتوقف ما لم يكن ثم من يستطيع إيقافها ومحاسبتها، فهل نستوعب دروس من سيطرت على حياتهم ومستقبلهم هذه الظاهرة المدمرة؟

المصدر: الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك