حكمت حسن جمعة: كانوا ندامىَ الروح

فن وثقافة

الآن 895 مشاهدات 0


أسكن في الريح أينما اتجهت
لكنني بالرياح لا أثقُ

هو الواقع "الريح" بكل ماينطوي عليه من  أحداث وتعقيدات، نسكن فيه إذ لا خيار لنا سوى مواجهة تحولاته ،لكن لنا الحق في أن نطمئن إلى الآخرين أولانطمئن إليهم وفقاً لرؤيتنا الخاصة واستنتاجنا الذاتي.

الشاعر السوري القدير حكمت حسن جمعة ،
أحد أبرز شعراء المرحلة ، وأحد الفائزين في مسابقة "أمير الشعراء" الشهيرة عام 2009م ، يبدأ مشكوراً تواصله مع متابعي هذه النافذة الشعرية بقصيدة رائعة تعكس وعي الشاعر إزاء اللغة الشعرية من حيث الصور الرمزية المتناغمة ،  واللوحات التعبيرية المشرقة:


كَانُوا نَدَامَى الرُّوْح

 

تَغْتَالُني 

بِافْتِرَاقِهَا الطُّرُقُ

يمُرُّ وَقْتٌ مَعَاً... 

            ...وَنَفْتَرِقُ 

 

وَعُدْتُ مِنْ غُرْبَتي 

بِلاَ مُدُنٍ 

يُوْقِظُهَا 

في الحَقِيْبَةِ القَلَقُ 

 

صَافَحْتُ أَبْوَابَهُمْ 

فَعَانَقَنِيْ 

غِيَابُهُمْ .. واسْتَبَدَّ بِي الأَرَقُ 

وَازْدَحمتْ وَحْشَتِيْ 

بِأَطْيَافِهِمْ 

يَكَادُ يَغْشَى لِوَمْضِهَا 

الحَدَقُ 

 

فَاخْتَلَسُوني 

لِلرُّوْحِ أَجْنِحَةً

وَلمْ يَرُدُّوا لِلرُّوْحِ ...

        ...مَا سَرَقُوا 

 

وَكَمْ بَنَوْا لِي مِنَ الشَّذَى 

وَطَنَاً... 

يَغَارُ مِنْهُ ..

الرَّيحَانُ.... وَالحَبَقُ

 

لمْ تُرْخِ عَيْني جُفُوْنَ أَشْرِعَةٍ 

إِلاَّ ...

وَحُلْمُ المَرَاكِبِ الوَرَقُ

 

رَاحُوْا .. 

فَظَلُّوْا !..

وَصِرُتُ بَعْدَهُمُ 

حَمَامَةً.. 

بِالهَدِيْلِ تَخْتَنِقُ 

 

دَرْبي طَوِيْلٌ.. 

        ..زَوَّادَتي تَعَبٌ

وَجْهِيْ غُضُوْنٌ.. 

          ...وَجَبْهَتي عَرَقُ 

 

أَبْحَثُ 

عَنْ صَخْرَةٍ 

لِتَحْضُنَنِيْ ...

أَبْكِيْ عَلَى صَدْرِهَا...

                 ... وَأَحْتَرِقُ 

 

مِنْ أَيْنَ .. مِنْ أَيْنَ ؟! ..

                       ..وَالدُّرُوْبُ سُدَىً

وَخُطْوَتي .. 

   وَالمَجْهُولُ ... 

                 ....  وَالأُفُقُ 

 

بَعْضِيْ لِبَعْضِيْ ضَحِيَّةٌ .. 

وَأَنا 

نَجْمٌ حَــزِيْنٌ 

يَخُونُهُ الأَلَقُ 

 

أَسْقُطُ فَزَّاعَةً .. 

لِيَجْرَحَنِي 

مِنْ نَفْحَة الوَرْدِ 

حُزْنُهُ العَبِقُ

 

أَسْكُنُ في الرِّيْحِ 

أَيْنَمَا اتَّجَهَتْ 

لَكِنَّني ... بِالرِّيـَــــــاحِ لاَ أَثِقُ 

 

 

أَرْسُو ...

عَلى سَفْحِ خَدِّ عَاشِقَةٍ 

كَدَمْعَةٍ... طَابَ دُوْنها الغَرَقُ 

 

أَهِيْمُ في العُمْرِ 

أَقْتَفِيْ أَثَرَاً مِنِّي 

وَهَيْهَاتَ تَصْدقُ الطُّرُقُ 

 

عَمَّدْتُ جُرْحِي بِطُهْرِهِمْ

فَهَوَىْ 

عَلى ضَبَابٍ يَضُمُّنَا... شَفَقُ 

 

كَانُوا ...

نَدَامَى هَوَىً نُعَاقِرُهُ 

لمْ يَبْقَ في الكَأْسِ لِلْهَوَىَ رَمَقُ

تعليقات

اكتب تعليقك