أقبل رمضان شهر الطاعة والإيمان
محليات وبرلمانأغسطس 14, 2009, منتصف الليل 2820 مشاهدات 0
أياما قلائل ويهل علينا شهر كريم، شهر الإيمان والطاعة، شهر الخير والمحبة، شهر العمل والجد، شهر يساوي عبادة أهل الصوامع والمعتكفين السابقين، شهر الخيرات والبركات شهر الرحمن، شهر الإيمان، شهر المغفرة وقرب الرحمن، شهر انزل فيه القرآن على خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم، لأمته أمة الإسلام، بل هو شهر القرآن، هي أياما قلائل وسوف يتحقق الركن الثالث من أركان الإسلام فعن أبي عبدالرحمن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :(بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، واقامة الصلاة، وصوم رمضان، وإيتاء الزكاة، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا) رواه البخاري و مسلم، وهو موسم يصقل فيه المسلم إيمانه، ويجدد فيه عهده مع الله، وهي فرصة للمذنبين أن يتوبوا وفرصة للمتساهلين أن يشدوا الهمة، ويتزودا بالفضائل بهذا الشهر الإيماني الكريم، الذي فضل الله على ألف شهر، وقال الله تعالى في محكم تنزيله (شهر رمضان الذي انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) سورة البقرة - آية 185.
ولا يخفى علينا فإن طاعة الصيام كانت موجود قبل أن تفرض على الأمة المحمدية حيث كانت الأمم السابقة تصوم، قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُم }، وميز الله الأمة المحمدية بصيام شهر رمضان شهر تزداد فيه الحسنات بل تتضاعف في هذا الشهر كغيرها من الأشهر ولا ننسى أيضا كما أن الحسنات فيها تتضاعف فإن السيئات أيضا تتضاعف نسأل الله أن يغفر لنا ويرحمنا برحمته الواسعة.
وها هي فرصة قد أتت إلينا أجرها كبير من رب كريم، ومن العلوم أن أجر الطاعات قد يكون معلوما مثل الصلاة لصلاة الجماعة 27 درجة، والحج ترجع كيوم ولدتك أمك، أما الصيام قد أخفى الله سبحانه أجره على المسلمين لكي يتنافسوا للطاعات ويستفيضوا من نهر الحسنات لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم 'قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فانه لي وأنا أجزي به' رواه البخاري.
ومن كرم الله سبحانه لعباده المسلمين فتح بابا للمنافسة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري، أي نقاه الله من السيئات وألبسه لباس الطاعة والإيمان والمغفرة، وأصبح من المقربين إلى الله سبحانه وتعالى، ليس هذا فحسب بل من كرم الله سبحانه وتعالى فتحت أبواب الجنة للطائعين والمقبلين لله سبحانه وقد سمى الله بابا للصائمين بباب 'الريان' لما لهم من فضل عند الله، حيث منعوا أنفسهم من الشهوات والمأكل والمشرب من اجل طاعة الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 'إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة' رواه البخاري.
ولا ننسى أن العشرة الأواخر من شهر رمضان لها ميزة خاصة، حيث يعتكف الناس في المساجد في هذه الأيام والليالي طلبا لمغفرة الله ورضوانه، وان في هذه العشر ليلة وهي ليلة 'القدر' لو قدرت لأحدنا وأقامها غفر الله له ما تقدم من ذنبه، وهي ليلة نزول القرآن على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهي ليلة خير من ألف شهر، وتساوي بعملها كألف شهر من الطاعة والعبادة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه.
كما أن للشهر فضائل وترابط للأرحام فقد دعا الإسلام إلى صلة الرحم والتزاور بين الإخوة، وتزداد هذه الصلة في شهر رمضان، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من فطر صائماً فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء) رواه الترمذي وغيره، ولا ننسى أن من أفضل الأعمال في هذا الشهر هو التصدق وبذل المال من أجل طاعة الله ورضوانه وأعظم اجل سرورا تدخله على قلب رجلا مسلم أو امرأة مسلمة أو طفل قد يدعو لك في هذا الشهر الكريم ويستجيب الله دعاءه، لقول رسول الله لما سئل أي الصدقة أفضل قال(صدقة في رمضان) رواه الترمذي والبيهقي.
وان من أهم ما ميز الله سبحانه شهره الفضيل، هو أن الأجر لا يعلم به إلا الله سبحانه وتعالى، والصيام كما هو المعلوم والدارج صيام الجسم من المأكل والمشرب وهذا للأسف ما يعتقده الكثير من الناس، وهذا خطأ كبير، بل الصيام صيام الجوارح والعين من النظر واللسان من الكلام الغير مفيد والسمع غير المفيد، فيجب أن نحتسب هذه الأيام ونتوب إلى الله ونجدد إيماننا معه ونتعهد بالطاعة والتوبة له، فمن اهم الأعمال التي يعملها الإنسان في شهر الطاعة الابتعاد عن الحرام، وبالأخص النظر في الحرام فإن الفضائيات قد بدأت أعمالها وهاهي تستعرض أعمالها لنا وفيها ما لا يرضي الله سبحانه ولا يرضي أحدا منا في بيته فكيف ينظر له وهو صائم لله، الصيام ليس منع النفس عن المأكل والمشرب فحسب بل هو إخلاص الطاعة لله، كذلك لا يفسد صومه بسماع الاغاني والكلام الغير مفيد، بل يعطر مسامعه بآيات من ذكر الله الحكيم، وكذلك لا يتكلم إلا بالمفيد، والحذر الحذر فكما تتضاعف الحسنات تتضاعف السيئات لقول الله تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) سورة ق الآية 17-18.
نسأل الله ان يبلغنا شهر رمضان الكريم ويتقبله منا.
تعليقات