خالد الطراح: الفرق بين الشائع والاجترار!
زاوية الكتابكتب خالد الطراح إبريل 27, 2022, 11:38 م 408 مشاهدات 0
مع شهر رمضان بصورة خاصة، يتكرر سيناريو صحافي غير مهني لدى بعض الصحف في نشر تقارير عبارة عن حوارات أو تقارير ذات صلة بالأكل والأمراض المزمنة كالسكري وغيره والأطعمة الصحية والأدوية.
تنقل بعض الصحف نصائح غير مهنية طبياً نقلاً عن أطراف انتقائية، من دون مناقشة الآراء المنشورة مع أطراف مختصة أخرى وذات خبرة وباع علمي في الجانب الصحي والتغذية، فليس كل ما يطرحه اختصاصي أو طبيب يكون أمراً مسلماً به.
ثمة مجالات تحتمل الاجتهاد، ولكن ليس ثمة اجتهادات طبية لا يمكن القبول فيها حين تكون آراء أحادية المصدر، ففي الطب مدارس شتى تعكس خبرات متنوعة أكاديمية وطبية وصحية، وهو ما يستلزم توخي الحذر في النشر لآراء انتقائية قد يجانبها الصواب.
كمتصفح للصحف اليومية، أجد أن هناك تقارير وحوارات عن الصحة والغذاء يتم نشرها، وهي في الواقع اجترار للموضوعات نفسها، لا بل المعلومات نفسها وللمصادر نفسها، وهو ما يبرهن على غياب المهنية في النشر والتدقيق على كثير من المواد الصحافية.
يلاحظ أن معظم الأخبار والتقارير والحوارات التي يتم نشرها في بعض الصحف يقوم بها بعض المنتسبين للقطاع الصحي، ولكن غير مختصين صحافياً، مما يجعل موادهم غير مهنية في معظمها بسبب علاقات شخصية انتقائية وجهل في تخصصات لا علاقة لهم بها.
هناك من يلتقط المعلومة الخبرية بثقة مطلقة، بينما هناك من يقوم بالتدقيق على ما يتم نشره من معلومات وأخبار تحتمل التفنيد، ناهيك عن حجم الاجترار والتكرار لمعلومات وحوارات سبق نشرها، من دون إدراك محرر هذه الصفحات.
من المعروف مهنياً أن الصحافة تعمل كالمحرقة للورق، وهي بحاجة إلى حجم هائل من الأخبار والتقارير حتى بعد أن حلت مرحلة تقليص الصفحات لأسباب مالية، فمهما توافرت مواد صحافية تستوعبها الصحف، من دون تحفظ بسبب الحاجة إلى ملء الفراغ الورقي.
تحتضن، مثلاً، بعض الصحف مع كل شهر رمضان بصورة خاصة صفحات عما يسمى بالأسئلة الشائعة عن السكري، كأحد الأمراض المزمنة، وكذلك عن الأكل الصحي في شهر الصيام، وهي مجرد اجترار لمعلومات ومواد سبق نشرها!
ليس كل صاحب مهنة غير صحافية قادر على الضلوع مهنياً في تقييم المواد الإعلامية وحجم اهتمام القراء بها، علاوة على التعامل بمهنية في إدارة الحوارات وكتابة التقارير، وعدم نقل الأخبار والمعلومات كما ترد من مصادرها.
إن نشر الوعي الجماهيري في الأمراض المزمنة والتغذية وتناول الأدوية يتطلب مهنية في النقل والنشر، بحيث تتلاقى جميع المعلومات عند عوامل صحية وطبية مشتركة، من دون الحاجة للاجترار في النشر، مما قد يتسبب في عدم الاستفادة من معلومات مكررة أساساً.
مهم الانتباه إلى الترويج الصحافي غير المباشر لأدوية محددة وأطباء وآراء عامة، قد تقود بعض القراء إلى التسليم بها والوقوع في دهاليز الوهم والأخطاء الشائعة نتيجة معلومات غير دقيقة أساساً.
**
استراحة قصيرة ونستأنف الكتابة بعد إجازة عيد الفطر.
كل عام والجميع بخير وعيد مبارك.
تعليقات