حسن العيسى: هيئات وكوادر في بلد الكدر

زاوية الكتاب

كتب حسن العيسى 406 مشاهدات 0


هيئات وهيئات "عد واحسب"، خُلِقت من أجل ماذا؟ وماذا قدمت للدولة وللمستقبل؟ زميلنا محمد البغلي كتب قبل أربع سنوات الآتي: "يبدو أن الهيئات الحكومية، المعنية بالشأن الاقتصادي باتت تنسج على منوال فشل الإدارة العامة المتكرر في العديد من الملفات المهمة، حتى وإن كانت نوايا القائمين عليها سليمة". وأضاف البغلي في المقال ذاته: "أما هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر والتي يعتبرها معظم المسؤولين عنها (ماشية زين) فإن نتائجها وأهدافها تبينان عكس ذلك تماماً". خذوا أيضاً "صندوق المشروعات الصغيرة برأسمال مليارَي دينار بهدف خلق فرص عمل للكويتيين في القطاع الخاص" ماذا أنتج لنا بهذا الرقم الفلكي؟!

للأسف في العهد الماضي الذي ثار فيه بركان صناعة الهيئات وكأن السلطة السياسية اكتشفت فجأة جزيرة الكنز أو خاتم سليمان، فصلت للدولة تلك الهيئات للترضيات السياسية وشراء الولاءات لا أكثر... خذوا مثلاً هيئة الطرق، وهيئة الاتصالات، ونزاهة، وتشجيع الاستثمار الأجنبي (لماذا يستثمر الأجنبي عندكم أساساً؟ هل يستثمر في عقول وزرائكم النيرة أم يستثمر في تنمية ثقافة "نمى إلى علمي" البرلمانية؟).

تلك الهيئات العامة، التي خلقت أساساً للتنفيع وذر الرماد في الأعين باستكمال شكل الدولة الحديثة، كم تبلغ رواتب رؤسائها والعاملين فيها؟ وكم تشكل نسبة تكلفتها على ميزانية الدولة؟ ولماذا تم خلق وفرز تلك الهيئات أساساً وهي كانت مجرد تابعة لكل وزارة مختصة، برواتب "حالهم من حالنا" فليست وظائفهم خارقة للعادة ولا هي منتجة في حقيقتها وذات عائد اقتصادي يساوي تكلفتها، هل تعرفون أن معدل رواتب أهل الحظ في تلك الهيئات هو ما بين عشرة آلاف دينار وستة عشر ألفاً شهرياً بينما معدل رواتب الموظفين بحدود 1500دينار؟ وفي الحالتين أي موظف عام في الهيئة والموظف العادي كلاهما من ذات العينة الإنتاجية ويحملان مواصفات (تقريباً) متشابهة.

ما القيمة الاقتصادية التي تعود على الدولة من هذه الكفاءات غير المعروفة بكفاءتها حتى تقدر لهم مثل تلك الرواتب العالية؟ من هم وكيف تم اختيارهم؟ وما شهاداتهم وخبراتهم؟ هل كانوا يعملون سابقاً بخبرات أساتذة تكنولوجيا في "إم أي تي" أو تطوير أجهزة سيمنز الألمانية أم كانوا يصنعون "شبس" الكمبيوترات في شركة توشيبا اليابانية؟! لماذا وُجِدت تلك الهيئات أساساً وأعمالها كانت في الأصل تقوم بها كل وزارة بحدود اختصاصها؟ والآن نسمع يومياً دون توقف عن عجز الدولة المالي والنفقات العالية، ثم هناك باب الكوادر، التي ينعم أصحابها برواتب استثنائية... لماذا؟!

نفهم تبرير هذا للكادر الطبي على سبيل المثال أو كادر الأعمال النفطية، وتحديداً الشاق منها، وليس العمل الإداري، كم تكلفتها حتى تتحدثوا اليوم بصوت اعتراضي على منحة الـ3000 دينار للمتقاعدين بأنها تزيد العجز الاكتواري لمؤسسة التأمينات... يا سلام عليكم وعلى حصافتكم!

تعليقات

اكتب تعليقك