مبارك الدويلة: الشيخ سعد.. ومسؤولية الغزو الغاشم

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 400 مشاهدات 0


كثر اللغط بعد بث مقابلتي مع أبوشعيل على تلفزيون الراي.. وكانت إجابتي على سؤال مقدم البرنامج عن الغزو الغاشم سبباً لهذا اللغط، ففي معرض حديثي عن رأي الشيخ سعد في الغزو ذكرت كلاماً نقلاً عن الشيخ وكثيراً ما ردده، وقد سمعته منه عدة مرات في أكثر من مناسبة، خاصة أنني كنت قريباً منه بسبب عضويتي في الهيئة الاستشارية العليا التي تشكلت بعد مؤتمر جدة، وفي اللجنة التنفيذية المنبثقة منها.

كان يرحمه الله يرفض مساءلة أحد من الكويتيين عن مسببات الغزو وتداعياته، وكان يرفض تحميل المسؤولية لأي من المسؤولين الكويتيين، وكان كثيراً ما يردد قوله: 

«إن كان هناك أحد تريدون تحميله مسؤولية التقصير في مواجهة الغزو فهو أنا!». ولذلك عندما طلبنا تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة أسباب الغزو وأوجه التقصير كان له موقف من ذلك، وكان يقول إن كان هناك أحد يتحمّل مسؤولية ما حدث فهو صدام حسين، وإن كان هناك أحد يتحمل مسؤولية التقصير في مواجهة ما حدث فهو أنا، لأنني كنت أرى أن المواجهة العسكرية غير متكافئة، وأن أي قتال مع العدو الغاشم يعني إبادة للجيش الكويتي ودماراً لآلياته.

هذه الفكرة التي أردت توضيحها للمشاهدين أثناء اللقاء، لكن الأخ المحاور كان سريعاً في تتابع أسئلته مما جعل الإجابة لهذا السؤال مختصرة.

ولا أظن أن هناك كويتياً واحداً ينكر مسؤولية صدام الأولى والأخيرة عما حدث يوم 8/‏2، كما لا أظن أن هناك من الكويتيين من ينكر الدور البطولي للشيخ سعد أثناء الأشهر السبعة العجاف التي عاشها الكويتيون داخل الكويت وخارجها، ودوره في تجميع دول العالم في تحالف عسكري نادر لتحرير الكويت.

ختاماً أشكر الأخ والزميل أحمد باقر على توضيحه المنطقي والدقيق لكلامي في تلك المقابلة، لأنه كان زميلاً لنا في لجنة تقصي الحقائق البرلمانية، التي تشكلت في مجلس 1992 لهذا الموضوع.

what is next 

الجميع اليوم ينتظر ما سيصدر من قرارات لمعالجة تداعيات طلب عدم التعاون بسمو رئيس الوزراء.

السلطة اليوم أمامها خيارات أحلاها مر..!

إما أن ترفض استقالة الحكومة، وفي هذه الحالة ستواجه الحكومة معضلة التصويت على طلب عدم التعاون، وهو أمر لا يمكن أن يتم.

وإما أن تقبل الاستقالة وتكلف أحد الشيوخ لتشكيل حكومة جديدة، وهذا الخيار تكمن صعوبته في تقديري بعدم وجود من يسد هذا المسَد! 

والخيار الأخير هو حل مجلس الأمة وإجراء انتخابات جديدة، وهنا مكمن الخطر من المنظور الحكومي، حيث إن الأجواء السياسية ستلقي بظلالها على نتائج الانتخابات، ولا شك أن الأجواء هي أجواء معارضة، والوقت وقت معارضة، ولا عزاء للحكوميين!

المخرج لهذه الأزمة، في ظني لابد من تأجيل الانتخابات الى نهاية الصيف أو بعده، وهنا ممكن يتغيّر المزاج العام بعد أن يهدأ، لكن السؤال: كيف السبيل إلى ذلك؟!

تعليقات

اكتب تعليقك