علي البغلي: مو شغلك.. دع الخلق للخالق..!

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 463 مشاهدات 0


أحد الذين ابتلانا الله بهم ليمثلنا في التشريع والرقابة في مواجهة حكومتنا التي تقطر خضوعا، تفتقت عبقريته على الاحتجاج هو ومن ثم بعض المؤسسات الاصولية، على بث احدى أكبر القنوات التلفزيونية العربية (ام بي سي MBC) لمسلسل يمثل فيه ممثلون كويتيون شباب من الجنسين والأطفال أيضا عنوانه «من شارع الهرم الى..». هذا المسلسل كما يقول ذلك العضو الذي رأيناه صوتاً وصورة يحدف حذاءه في قاعة عبدالله السالم على أحد رفاقه من الاعضاء، أو وزير لم يعجبه رده عليه، يقول إن ما يدور في المسلسل وحوار يسيء الى سمعة الكويت والكويتيين! 

وأنا – وأعوذ بالله من كلمة أنا – منذ سنوات لم أشاهد تلفزيون الكويت في رمضان – الا وقت الفطور – ولم أشاهد مسلسلا كويتيا بعد انقطاع عمالقة الشاشة الكويتية عن التمثيل، مثل عبدالحسين عبدالرضا وعلي المفيدي وسعد الفرج وغيرهم.. شدني حب الاستطلاع إلى مشاهدة المسلسل الذي اعترض عليه حامي حمى سمعة الكويت والكويتيين ومن لف لفه، وشاهدت حلقتين منه حتى كتابة هذا المقال، واكتشفت في زياراتي لدواوين اهل الكويت الحقيقيين أن الكثيرين جذبهم كلامهم المذكور لمشاهدة ذلك المسلسل. وهو خبر نهديه الى نائب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وأمثاله.. قائلين لهم إن عبقريتكم التزمتية أتت بعكس ما قصدتموه وهدفتم اليه، فبدل أن يوقف المسلسل وهذا من سابع المستحيلات وحامض على بوزكم، زاد عدد مشاهديه؟! 

*** 

نرجع للمسلسل وهو يصور أماً كويتية تضج بالحركة (هدى حسين) وهي دكتورة وتملك مستشفى خاصاً، ولها ستة أبناء ذكور شباب، كلهم يعملون معها في المستشفى كأطباء ناجحين.. الأم الطبيبة جمعت كل أولادها الاطباء وزوجاتهم وأولادهم – أي أحفادها – في منزلها الكبير. وأحداث المسلسل تدور حول علاقات الازواج أبناء الام الدكتورة مع زوجاتهم وأبنائهم.. فهناك الابن المتدين، وهناك الابن اللي بايعها في علاقاته (اكسترا مودرن) وهناك الاحفاد الابناء ومشاكلهم داخل المنزل بعضهم مع البعض الاخر، ومع دراساتهم وزملائهم في المدارس ومعلماتهم.. الخ. 

أي إنه – على الفرض الجدلي – فهذه الاحداث تعكس ما يحدث في الكويت مشوّهاً سمعتها، نقول للخائف على سمعة الكويت وأهلها.. إن العائلة الكبيرة ليست مثالية بذكورها وإناثها وناشئيها، وهو أمر نراه في كل عائلة سواء في الكويت أو خارجها، ومن أخطأ فسيحاسبه الله تعالى على أخطائه، ومن أحسن فسيجازيه الله خير الجزاء يوم القيامة، ولن يحاسبه عضو مجلس أمة أو وزير أو وكيل وزارة أو رئيس وزراء. لذلك نطلب من أمثال ذلك النائب ومن مشى «عمياني» خلفه أن يدع الخلق للخالق، فما يتدخل به بين آن وآخر «مو شغله».. قولاً واحداً.

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

تعليقات

اكتب تعليقك