علي البغلي: متى ينتهي مسلسل الخنوع الحكومي؟!
زاوية الكتابكتب علي البغلي إبريل 11, 2022, 10:30 م 424 مشاهدات 0
افتتح مقالي بالآية التاسعة من سورة الحجر «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ» صدق الله العظيم.
وقوله سبحانه وتعالى لمخلوقاته البشرية هذا يعني أن القرآن الكريم هو أقوال الرحيم العظيم، فهو الذي نزله وصدر منه، وهو يتعهد لنا بحفظه سبحانه القادر الجبار العليم.
لذلك فوجئت نوعاً ما عندما أعلن لنا أحد المنتمين لوزارة الشؤون الدينية المسماة «الأوقاف والشؤون الإسلامية» بإقامة 200 مركز.. نعم، أكرر 200 مركز لتحفيظ القرآن الكريم.. هذه الوزارة تخصَّصت بصرف مئات الملايين من الاموال العامة من دون أي نتيجة ملموسة في المجتمع. فالمجتمع الكويتي بمحافظيه ومنفتحيه، لم تتغير منه شعرة منذ أن ابتُلينا بتلك الوزارة حتى الآن.. فالوزارة بدل أن تركز على مجتمعنا وتبرز هويته الاسلامية المحافظة، وهي هوية نبعت من هذه الارض وأهلها، قبل أن تغزوها الافكار والمعتقدات المتشددة التي احتضنها الذين يجهلون هويتنا الوطنية.
ونظرة بسيطة الى تقارير ديوان المحاسبة والهيئات الرقابية الاخرى نراها تعج بالمخالفات الادارية والمالية التي يقترفها بعض من منتسبي تلك الوزارة لمصلحة المنتمين لعقائدهم المتشددة من كويتيين ووافدين طردتهم وشردتهم بلدان موالدهم كإخوان مصر، وسلفيين من دول أخرى، لتحتضنهم حكوماتنا الرشيدة خوفاً على كراسي وزرائها المهزوزة، لنجد أن لا أحد منهم ينبس ببنت شفة حتى تهرع «اللا»رشيدة لمراضاته، فقد تدخلوا في رياضة النساء (اليوغا) لتوقفها الحكومة لهم، وأقفلت لهم متنزهاً غنائياً لمدة ستة أشهر لتمايل مشاهديه طرباً على وقع موسيقى غنائية. وطالب أحد هؤلاء الناضحين تزمتاً، لا قناعة منه بأفكاره لكن لاستجداء أصوات ناخبيه، لأنه يحس أن المجلس الحالي على كف عفريت من أفعاله وأفعال أمثاله بمجلسنا الحالي، وهي افعال وأقوال وتصرفات غير مسبوقة لا في الكويت ولا خارجها؟! طالب بعقاب من كان وراء مسلسل يبث من قناة سعودية (ام بي سي) وتدور أحداثه في أراض غير كويتية؟!
***
آخر ما رأيناه من خنوع وخضوع مذل من رشيدتنا وموظفيها هو تشكيل لجنة تحقيق لبروفيسور كويتي في كلية الطب، يقال إنه عرض على طلابه صورا تشريحية لأغراض توضيحية طبية، وهذا أمر يضحك لحد البكاء. فالدكتور هو الوحيد الذي نسمح له نحن (رجالا ونساء) برؤيتنا وفحصنا حين نمرض.. ومسلسل الخنوع والخضوع للقوى الاصولية المتشددة نراه يومياً على شاشة تلفزيون الكويت، الذي لا نراه الا برمضان لسماع مدفع الافطار، ويمثله متشدد تدفع له «اللا»رشيدة مبلغاً خيالياً لأقوال لا يسمعها الا هو وموظفو ومصورو المحطة. لأن الكل منشغل بالفطور حينما تعرض هيئته البهية.. ونتذكر منذ سنوات أن تلفزيون الكويت كان يعرض حلقة لأقوال أصولية لرجل دين آخر، فماذا يحدث حين ينفرد هذا وأمثاله بتلفزيوننا المتراجع مثل معظم أحوالنا؟!
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
تعليقات