علي البغلي: «الرشيدة» تطفئ آخر الشموع!

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 448 مشاهدات 0


الرشيدة الحالية وما سبقها من (لا) رشيدات أحالوا حياتنا ظلاماً حالكاً أينما نولِّي وجوهنا، حيث الفساد يتوالد فسادا والبنية التحيتة المتهالكة، وتراجع مراكزنا القهقهرى في التعليم والنزاهة والمراكز المالية والفنية والتحضرية، حيث أصبحت طالبان قدوتنا الأولى بفضل ضغوطات المستجدين على مجتمع انفتاحنا، الذي أصبح جزءاً من ماضينا الجميل المنفتح الذي أطفأه أمثال هؤلاء المتخلفون وبقرار من الحكومة المرتعدة من ترهاتهم دون أي سبب مقنع.

إحدى الرشيدات السابقة عام 2016 تقدمت لمجتمعنا ببرنامج «عافية» الصحي، الذي يخدم عشرات الآلاف من المتقاعدين بالمستشفيات الخاصة، بحيث يخفف على المستشفيات الحكومية المزدحمة بكل ما خلقه الله من بشر، حتى تحول البعض منها الى وزارة حكومية مصغرة. فأنت يا كويتي لن تتلقى العلاج المتخصص ما لم يكن هناك معرفة لك بأحد زملاء أو معارف او أقارب الطبيب المتخصص الذي سيقوم بعلاجك. حيث الاولوية ستكون لمن سبقه من اخواننا في الانسانية الوافدين، الذين يشكلون أضعافا أضعافا (على ما أظن حوالي 4 أضعافنا)، ونرى في المراكز المتخصصة رؤية العين كيف يعطيهم الطبيب- أو الممرضة- المتخصص أولوية علينا لأنهم وفدوا الينا من الوطن نفسه، ولا يحق لنا إزاء ذلك أن ننبس ببنت شفة وإلا؟! 

***

جاء نظام عافية ليخصص المستشفيات والعيادات الخاصة للمتقاعدين الذين أفنوا شبابهم لخدمة هذا الوطن المبتلى بالعديد من مسؤوليه التنفيذيين والتشريعيين، لتأتينا مؤخراً «الطامة الكبرى» وهي تعثر الرشيدة ممثلة بوزارة صحتها، التي كان يملأ كرسي وزارتها من تسبب بقرارات وزارته غير المدروسة بإفلاس مئات المصالح التجارية الصغيرة والمتوسطة، وصرف مئات الملايين في شراء التطعيمات والكمامات التي انتهت صلاحيتها في مخازن وزارة الصحة! والذي صرف مئات الملايين في فواتير العلاج بالخارج الذي لا يزال جزء كبير منها لم يسدد! والذي كافأته الحكومة الرشيدة بعد رفع يديه عن خنق وزارة الصحة، بتعيينه مستشاراً في ديوان سمو رئيس مجلس وزرائنا، الذي لم يصحُ من الضربات المتتالية التي أتته من أسوأ مجالس أمتنا الأخيرة حتى الان! 

*** 

الان نحن نطالب، بالضغط على وزارتي الصحة والمالية بتدبير مبلغ 125 مليون دينار المتوجب على وزارة صحة – الشيخ – المستشار – الوزير السابق، ودفعها على الفور لشركة التأمين (الخليج) المتعاقد معها لتقديمها، لانها شمعة من الشموع المتناقصة التي تضيء حياتنا البائسة، بفعل السياسات والتصرفات اللا مسؤولة لبعض مسؤولينا في السلطتين! 

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

تعليقات

اكتب تعليقك