خالد الطراح: كُتّاب التحريض وليس التفكير المتحرر!

زاوية الكتاب

كتب خالد الطراح 398 مشاهدات 0


أكاد أجزم بأن هناك بعض الكُتّاب الذين يعيشون في محيط من الأوهام.. متوهمون بأنهم باتوا مرجعاً علمياً في شتى ميادين العلوم والحركات السياسية والإسلامية، خاصة في العالم والكويت أيضاً.

هناك بعض الكتّاب الواهمين في الثقة بالمعرفة والثقافة العالية أو النادرة، كما يتوهمون، يهوى هؤلاء سيناريو الهذيان بشكل ممل وممجوج عن التيارات الإسلامية، وتحديداً حركة الإخوان المسلمين في الكويت. 

ثمة اختلاف بين النقاش والجدل الفكري بغرض التصويب للمعلومات والتصدي للمغالطات والتناقضات التاريخية، وبين من يثير سجالاً عقيماً، من دون إدراك حجم الانحراف الفكري والصحافي بالمقارنة مع أقلام أخرى رصينة في النقاش والطرح والتعبير.

لست منتسباً لأي تيار إسلامي، وليس على قناعة أيديولوجية فيها، ولكن أكتب انصافاً للمهنية التي ينبغي أن يتحلى بها بعض الكُتّاب، تفادياً إلى شيوع الأخطاء في المفاهيم عموماً، التي قد تقود إلى المزيد من التشدد والتطرف الديني والتزمت الاجتماعي.

هناك من القيادات الإسلامية في الكويت وخارجها التي تتسم في بعض الأحيان بالطرح العقلاني والرصين، في حين هناك المتحفزون لبث سموم المغالطات والتناقضات التاريخية.

مثلاًَ، هناك مزاعم للإخوان المسلمين في الكويت عن رسالة استنكار للغزو العراقي موجهة إلى مؤتمر جدة الشعبي من المرشد العام للإخوان في مصر مصطفى مشهور، من دون تقديم البرهان على ذلك، وهو ما يستدعي التصدي لها بعيداً عن التشفي والتشنج.

في المقابل، يتحفّز من يتصور أو بالأحرى يتوهم أنه متحرّر فكرياً وليبرالي المنهج، من دون التفريق بين السلوك والتفكير المدني، يتحفّز هؤلاء إلى تبني سجال عقيم وسقيم عن التيارات الإسلامية، وهم في الواقع ضعفاء في الطرح، بل إنهم يثيرون الفتنة الدينية. 

ثمة غياب تام للمؤسسات الرسمية في إشاعة ثقافة التسامح والفكر المدني المتحرر من قيود اجتماعية ودينية مفرطة ومتشددة أيضاً، لكن ليس من الصواب أن تتحول ساحة الإعلام الخاص والصحافة إلى ميدان قتالي ضد التيارات الإسلامية.. ساحة استغلال من بعض الكُتّاب.

ليس مستغرباً أن تنتشر أفكار مسمومة من أطراف تزعم التفكير المتحرر، بينما الهدف هو الانتقام الاجتماعي والديني من التيارات الإسلامية، وكذا الحال لدى كُتّاب آخرين من قيادات إسلامية، في حين المتفرّج هو الحكومة على الضحايا.. الشعب والدولة!

الرقابة الذاتية على المواد الإعلامية ليست صعبة ولا مستحيلة، حين تتوافر بيئة رسمية وخاصة لا تتبنى أجندات مختلفة.. أجندات وأهدافاً طائفية ودينية وقبلية ومناطقية.. أجندات تستهدف تمزيق المجتمع أكثر مما هو عليه!

اكتب بشديد الاستغراب من الانحياز المتكرر من كُتّاب موهومين في التفكير المتحرر، في حين انهم يمارسون التحريض والاستفزاز لبعض القيادات الدينية الشيعية والسنية أيضاً، عبر نافذة انتقائية وغير مهنية بعيداً عن الرقابة الذاتية وغياب الدور الرسمي في التصدي لهذا العبث.

لم تتعلم الحكومة الدروس من الأثر المهول للفتنة الدينية والصراع المصطنع، وليس الفكري المعتدل والتنوير في الساحة الصحافية والإعلامية عموماً، من إدراك عواقب كل ذلك على الدولة والمجتمع ككل.

تعليقات

اكتب تعليقك