حسن العيسى: من يقرأ فنجان الغد؟
زاوية الكتابكتب حسن العيسى إبريل 6, 2022, 10:57 م 366 مشاهدات 0
استقالت الحكومة، ثم ماذا بعد؟ ماذا سيحدث؟ ما الذي تفكر به السلطة؟ دستورياً ونظرياً فقط، تشكل حكومة جديدة برئيس يمكن لهذا المجلس التعاون معه، أو يمكن حل المجلس دستورياً والدعوة لانتخابات جديدة... إلخ، ثم ماذا...؟ ماذا سيحدث واقعياً وليس تنظيرياً وكلاماً ورقياً؟!
بدول المؤسسات المستقرة والمتقدمة، دائماً هناك "إجراءات" يجب أن تتبع حسب حكم الدستور والقانون، هذه "الإجراءات" الثابتة نسبياً تزيح ترجيحات التخمين، وتنحي الفوازير والإشاعات عن احتمالات المستقبل السياسي، الشعوب عندها تطمئن لغدها، أو بالقليل تعرف عن هذا الغد، لأن أحكامه مدونة مستقرة شبه يقينية يمكن التنبؤ بها.
بتلك الدول لا مكان للتخمينات والشائعات وجس نبض الشارع عبر أخبار كوميدية ضحلة، كأن ترجح فلاناً أو علاناً من الناس كي يصبح رئيساً للوزراء، أو تؤكد عزم الإدارة السياسية على إحداث تغيرات كبيرة تخرق القانون لتضع قانوناً آخر يمكنها الانفراد بالمزيد من السلطة، أو تستغل رخاوة نصوص دستورية وضعف المؤسسة القانونية فتعدل وتبدل حسب الأحوال المطلوبة والمتصورة في فكرها.
ماذا سيحدث غداً أو بعد غد، والدولة غارقة في مستنقعات الأزمات السياسية وغياب روح المبادرة والتجديد عند الإدارة السياسية؟
هل يفترض بنا مراجعة نصوص الدستور أو تجاربنا السياسية الفاشلة حتى نعلم ماذا سيحدث لنا، نحن الدولة كخيال قانوني، ونحن المهمشين في القرار السياسي نحو الإصلاح الذي لا نحن ولا السلطة تدري أين دربه؟ دعوا عنكم كل ما سبق، ابحثوا لكم عن بلورة سحرية لتخبركم عن الغد، أو ادعوا من يقرأ لكم الفنجان ويضرب الودع.
تعليقات