مبارك الدويلة: أين المزوِّرون للجناسي..؟!

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 479 مشاهدات 0


على مدى عدة سنوات، أصموا آذاننا بكثرة الحديث عن المزورين لجناسيهم، وادّعوا جازمين أن نصف الكويتيين أو أقل من ذلك حصلوا على جناسيهم بالتزوير، وتكرر الرقم 400000 (أربعمئة ألف) ملف تم تزويرها!

طبعاً عندما أُثيرت هذه القضية للمرة الاولى لم نعرها أي اهتمام ظناً منا أن أحداً لن يصدقها، لكننا فوجئنا بأن أعداد البسطاء في المجتمع ليسوا قليلين، فتكررت هذه القضية وبدأ عدد من السياسيين يكررها، وأصبحت مانشيتات لبعض الصحف، بل قامت عليها مجاميع سياسية بحجة المحافظة على النسيج الاجتماعي.. كل هذا جعلنا نلتفت الى هذا الادعاء ونبحث عن حقيقته من عدمها.

بحثنا عن مصدر هذا الادعاء، فوجدنا بدايته بخطاب في إحدى جلسات مجلس الأمة قبل ثماني سنوات، تلقّفه الجهاز المركزي للبدون الذي بدأ رئيسه حينها بعمل جولات وندوات في الدواوين مصطحباً معه عدداً من الملفات التي تظهر بجلاء أن هناك من البدون من غيّر اسمه وهويته بالتزوير، كما تبين وجود عدد من الكويتيين كشفتهم وزارة الداخلية بعد تزوير وثائقهم التي على ضوئها أخذوا الجنسية الكويتية! طيب وماذا بعد ذلك؟ الاخوة في مجموعة الثمانين كلّ يوم يقتاتون على هذه القضية التي ينقلون معلوماتها عن رئيس الجهاز المركزي التي أعلنها أثناء زيارته لبعض الديوانيات قبل عدة سنوات، والسؤال الذي يطرح نفسه: من ذهب منكم يشتكي على هؤلاء المزورين؟! عندما تدّعي وجود هذا الكم الهائل من المزورين لماذا لم تذهب للنيابة تتهمهم أو من تعرف منهم بالتزوير؟ بل أين وزارة الداخلية؟ ولماذا لا تمارس دورها في تنظيف ملفاتها ومتابعة هذه الادعاءات؟ 

لا أخفي سراً ان قلت انني شخصياً قابلت وزير الداخلية الذي كان في يوم ما مسؤولاً عن الادارة العامة للجنسية، وسألته عن معلومة وجود مزورين لجناسيهم بين الكويتيين وبهذا الكم الهائل، فأجابني بعدم معرفته بوجود ذلك، ونفى أن يكون استلم أي اتهام بهذا الخصوص! اذن ماهو سبب هذا الادعاء الذي يتكرر دائماً في الساحة السياسية الكويتية؟ الجواب عندي واضح، فالبعض من دون وجود هذه الشبهات لن يكون لوجوده أي مبرر، ولن يكون له عمل ينشغل فيه، والبعض الآخر لن يكون لوجود تكتله السياسي حاجة. 

ان كنتم صادقين بوجود مزورين فاذهبوا الى الجهات المختصة وقدموا ما لديكم من مستندات، حتى يأخذ العدل مجراه، والا أكرمونا بصمتكم. ذكروني بادعاء الجهاز المركزي للبدون من وجود ملايين الوثائق لديه تدين من يدعي انه بدون جنسية! طيب هل قدمت وثيقة واحدة للنيابة للقبض عليهم وارجاعهم الى بلادهم؟ طبعاً لا، لكن -حسب علمي- أن الجهاز نفسه قام بتوجيه بعض التهم إلى البدون واستخرج لهم وثائق غير حقيقية لإدانتهم، وحرمهم من أبسط حقوقهم الانسانية من أجل اجبارهم على تغيير انتماءاتهم، كل ذلك من دون رادع انساني يمنعهم من هذا الظلم!

حدس.. وكيفية اتخاذ القرار

البعض ينتظر من حركة بحجم الحركة الدستورية الاسلامية أن تتخذ قراراتها المصيرية بنفس الأريحية والاسلوب الذي يتخذه نائب مستقل جالس في بيته يشرب استكانة شاي عند أم عياله التي تسأله بعد عودته من جلسة الاستجواب عن موقفه من طرح الثقة في الوزير أو رئيس الوزراء فيقول لها والله ما أدري، فتقول له: والله انا «دابل كبدي» هالوزير من زمان، فيقول لها: والله شكلي بَصوِّت ضده!

«حدس» يا جماعة تنظيم سياسي، قراراته تصدر من الأمانة العامة التي يبلغ عدد أعضائها الثلاثين.. والذين تحتاج لعنصر الوقت لتجميعهم، وتصدر قراراتها بعد حوار ونقاش قد يدوم ساعات طويلة. قرار نائب مجلس الأمة يتخذه دون اعتبار لتبعاته، بينما قرار حدس يتأثر به عشرات أو مئات الأتباع، لذلك لا يستكثر البعض علينا ان نتخذ قراراتنا المصيرية بعد أقل من 72 ساعة من الحدث.

تعليقات

اكتب تعليقك