مشعل السعيد: أعلمه الرماية كل يوم

زاوية الكتاب

كتب مشعل السعيد 708 مشاهدات 0


كنا ولا نزال مطمئنين على الكويت، ومستبشرين بالخير ونقول إن القادم أفضل بإذن الله تعالى، بولاة أمرها وشعبها الواعي، ونربي أبناءنا على هذه النظرة المتفائلة كما ربانا آباؤنا وأجدادنا عليها، ولنا بالأحداث التي مرت بها الكويت شواهد كثيرة، فما من أزمة مرت إلا وعدت، ولا محنة إلا وتلاشت، بفضل الله تعالى أولا ثم بفضل أهلها الطيبين.

ولكن ولنضع تحت هذا الحرف الناسخ خطا أحمر، ما نراه ونسمعه من البعض وجهات نظر بالية عفى عليها الزمن وأكل عليها الدهر وشرب، ولم نعد نأخذ بها ولا تهمنا، إن هذه الأصوات النشاز المزعجة آن لها أن تصمت، وتحمد الله على نعمة الأمن والأمان، هؤلاء البشر يصورون لنا أن الكويت ذاهبة إلى نفق مظلم، وتسير إلى المجهول، و«كأنهم الفاهمون وحدهم أما نحن فلا نفهم شيئا، ونعيش في الوهم»، هذه العقول المريضة يجب أن تعالج لتعرف بعد أن تصح أن الكويت تنعم بالأمن والأمان والاستقرار، وتحظى بمكانة مرموقة بين دول العالم، وحكامها كانوا ولازالوا مضرب المثل في العدل والإنسانية وحب الشعب حتى أن من عاش فيها لا يريد مغادرتها.

كان لي صديق سوري كبير السن قدم الكويت سنة 1956 فعمل بها أكثر من نصف قرن وكنت كثيرا ما أجلس معه، رفض مغادرة الكويت حتى أثناء الغزو، وقال لي لا أستطيع مغادرة الكويت لأني لم أر في حياتي مثلها ولا مثل أهلها ولن أجد، صحيح أنني سوري ولكني كويتي الهوى وقد أوصيت أن أدفن فيها وبالفعل مات هذا الرجل سنة 2011 ودفن في الكويت حسب وصيته فعاش فيها ثلاثا وخمسين سنة، وغير هذا الرجل الكثير، فهناك مجموعة من المدرسين الفلسطينيين كانوا يعملون بمدارس الجهراء أحبوا الكويت عامة والجهراء خاصة جعلوا لهم مجلسا خاصا يجتمعون فيه وضعوا على بابه لوحة مكتوب عليها ديوان الجهراء، من شدة تعلقهم بها.

فيا أيها المتفلسفون المتحذلقون الواهمون السائرون عكس السير كفوا عن بث هذه السموم، فلولا الله ثم الكويت ما كنا ولن نكون ولا تجازوا خير الكويت بالشر، ولنذكر معروفها في رقابنا ولله در معن بن أوس حيث يقول:

أعلمه الرماية كل يوم

فلما اشتد ساعده رماني

وكم علمته نظم القوافي

فلما قال قافية هجاني

ودمتم سالمين.

تعليقات

اكتب تعليقك