د. هند الشومر: «كتابيه» وحوائط الجامعة العربية
زاوية الكتابكتب هند الشومر إبريل 2, 2022, 7:30 م 664 مشاهدات 0
«كتابيه» هو عنوان مذكرات السيد عمرو موسى في الجزء الثاني والذي يتحدث فيه عن السنوات العشر التي تولى فيها منصب أمين عام جامعة الدول العربية، وقد اشتملت المذكرات على أحداث مثيرة من بينها وصف حالة مبنى الجامعة في أول يوم عمل له بعد توليه المنصب، حيث يصف أنوار مكتب الأمين العام بأنها خافتة وطلاء الجدران باهتا، فضلا عن أسلاك التلفون وهي خارج الجدران، ولذلك كان جو العمل بالنسبة له ليس به ما يشجع على العمل في هذا المنصب، وخاصة أن المبنى فخم وعتيد ويطل على نهر النيل بالقاهرة.
إن إصلاح الجامعة وقيامها برسالتها التنموية وانتظام أعمال مؤسساتها مثل مجلس وزراء الصحة العرب وانتقاله إلى وضع وتحديث وقيادة برامج الصحة والتنمية لن يتحقق وسط أضواء خافتة وجدران وأسلاك تلفون مثل ما وصفها الأمين العام السابق وسطرها قلمه.
ولا أعرف حالة الحوائط والمبنى الآن، ولكن يبدو أن ما جاء في «كتابيه» كان وصفا لمرض مزمن يصعب علاجه أو أن الوزراء عالجوه بالمسكنات البسيطة فقط، وهو ما يؤكد أن مجلس وزراء الصحة العرب ومنظومة العمل بالجائحة تحتاج إلى الكثير لإصلاح البيت ثم بعد ذلك ترتيب خطط واستراتيجيات وبرامج عربية تحقق الأهداف والغايات التنموية ذات العلاقة بالصحة، ومن ثم متابعتها من قبل وزراء الصحة في اجتماعات عالية المستوى تقف من ورائها مؤسسات وكيانات ذات مصداقية عالية تجهز جيدا للبرامج ومتابعتها بعيدا عن مدرسة إعلام تضع الأمور والمؤشرات في غير مواضعها الصحيحة مثل إعلام النازي التاريخي.
وعندما نذكر ما كتبه عمرو موسى عن حالة مبنى الجامعة سندرك أن أمامنا الكثير في رحلة طويلة تحتاج إلى الصدق والموضوعية والرؤية الواعية سواء في العمل العربي في المجال الصحي أو في غيره من المجالات التنموية البعيدة عن الشعارات السياسية الرنانة التي توقفت عند الدور السياسي لجامعة الدول العربية وأغفلت الدور التنموي الذي يجب أن تقوم به مجالس الجامعة مثل مجلس وزراء الصحة العرب الذي كشف البيان الصحافي عن اجتماعه الأخير رقم 56 عن الكثير من التحديات التي يجب أن تعطى للتصدي لها ما تستحقه من فكر وجهد وإمكانيات وزراء الصحة العرب، وليس فقط اهتمامهم البروتوكولي الذي لا يختلف عن حوائط مبنى الجامعة وأحوال أسلاك التلفونات وضعف الإضاءة بها كما عبر عنها عمرو موسى في مذكراته.
وأعتقد جازمة أن لدى الكويت مبادرات صحية ناجحة يجب الاستفادة منها لتطوير العمل في مجلس وزراء الصحة العرب، وذلك لتعزيز العمل العربي المشترك لوضح الصحة في مكانها الطبيعي كمحرك للتنمية الشاملة التي نحتاجها الآن أكثر من أي وقت مضى.
تعليقات