علي البغلي: نحن نغسل أكثر بياضاً

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 413 مشاهدات 0


أحد الزملاء المحامين الثقات قصَّ لي حادثة طلب مني نقلها للقراء المحترمين ولأهل القرار في السلطتين التي ابتلانا الله ببعض أعضائها في السنوات الأخيرة، فأصبحنا أينما نولي وجوهنا نجد الفساد والنهب والسلب والإهمال الجسيم في واجبات وظائفهم التي يقبضون بفضلها الآلاف المؤلفة شهرياً وسنوياً ونهبياً! 

زميلي المحامي له صديق يدرس دراسات عليا في الجمهورية الالمانية.. وهذا الصديق تآلف مع الشعب الالماني المتقدم في كل شيء ـــ خلف الله علينا ـــ فاشترى سكناً في برلين العاصمة يقطن فيه هو وزوجته وأولاده، وطبعاً اشترى سيارة وفتح له حساباً بنكياً في أحد البنوك الألمانية الرفيعة المستوى.. الصدمة المذهلة المذلة منذ أيام، ذهبت الزوجة منذ أيام عدة لشراء احتياجاتها المنزلية من أحد المحال الكبرى، فأخبرها «الكاشير» بأن بطاقتها المصرفية الألمانية موقوفة عن العمل ويجب عليها مراجعة بنكها الألماني، فذهبت في الحال إلى بنكها الذي كان لا يبعد عنها كثيراً، والتقت مسؤول حسابها مقدمةً له الشكوى لعدم عمل بطاقتها، مع توافر رصيد وافر من الأموال في ذلك الحساب.. ليأتيها جوابه كالمطرقة على الرأس!! يقول الموظف لها إن البنك المركزي الألماني المسؤول عن كل البنوك أصدر لهم مؤخراً أوامر بعدم صرف أي مبالغ لأي صاحب حساب كويتي «أكرر كويتي» لأن الكويت متهمة عالمياً بإجراء مواطنيها وبعض المقيمين فيها عمليات رهيبة لغسل الأموال.. ومني للأخ الفاضل النشط الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد ومحافظ البنك المركزي دكتور الهاشل ومَن هو حل محله وغيرهم من المختصين بالشأن المالي..

*** 

ذلك أننا غسلنا أيدينا بالماء والصابون والديتول من أعضاء مجلس أمتنا التي يريد مفتوها في الوزارة التي لا لزوم لها مؤخراً إضافة إلى بلاوي مصاريفها وفسفستها للأموال العامة في مصاريف لا لزوم لها، وهي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المنتمين إليها، حيث أصدر فتوى منذ مدة بشأن جواز عمل المرأة طبيبةً أو ممرضةً أو مدرسةً «إذا توافرت أربعة شروط في أن يكون عملها في المجالات المشروعة، وأن يأذن لها ولي أمرها أو زوجها بذلك، وألا تختلط في عملها مع الرجال الأجانب دون حاجة مشروعة وأن تلتزم الحجاب الشرعي الساتر..». 

*** 

من ناحية أخرى، ارتجف وزير إعلامنا الجديد من صرخة أحد وجوه المجلس المتجهمة عن حفل قام به مطربون عراقيون مشهورون، استمتع بحضور حفلهم العشرات من عوائل وشباب الشعب الكويتي، ليقفل المكان الذي أُقيم فيه الحفل لمدة 6 أشهر. الأمر الذي أشعرنا بالخزي والخجل والعار من على وجه التحديد أشقائنا في المملكة العربية السعودية وحفلاتها الشبابية المختلطة التي نراها بالتلفاز، وأصبح شبابنا بناتاً وصبيانا يهج للمملكة الشقيقة كلما حانت لهم الفرصة لجلب بعض بالسعادة لأنفسهم. 

ومع الأسف إننا وصلنا إلى هذا المستوي القاعوي (من القاع) بعد أن كنا في القمة، لأننا سلمنا زمام أمورنا للذين لا يفهمون مجتمعنا في كل شيء وهذا موضوع طويل محزن جداً.. 

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

تعليقات

اكتب تعليقك