د.موضي الحمود: بدعة تجنيس «الأربع»!

زاوية الكتاب

كتب د. موضي الحمود 455 مشاهدات 0


لم أصدّق ما قرأته من مقترح للجنة التشريعية في مجلسنا العتيد يتعلّق بتعديل قانون الجنسية، وبما يتيح للزوج الكويتي حق منح الجنسية الكويتية لزوجاته الأجنبيات حتى وإن كن أربعاً! 

التعدد حق شرعي، ونحن لا نحرّم شرعاً أحله الله بضوابطه، ولكن منح الجنسية أمر سيادي تقرّره الدولة بقوانينها ونظمها وبما يتوافق مع مصالحها العليا.. لذلك كان رد الفعل المجتمعي مستنكراً في معظمه لهذا التعديل.. ولتأصيل ما يُثار والقياس على تجارب الآخرين اجتهدت في البحث في قوانين الجنسية في عدد من الدول العربية والإسلامية، ولم أجد وضعاً يتماثل مع ما أوردته لجنتنا البرلمانية في تعديلها، الذي قد يجعل من الجنسية الكويتية مادة للمتاجرة وليست إقراراً بالانتماء. 

لم أعجب من نواب يبحثون عن مصالحهم الشخصية ويُشَرّعون لأمورهم الخاصة على حساب القضايا المُلحة لعموم الشعب، الذي تعاظمت قضاياه وتضاءلت أمور رفاهيته، ونحن من المفترض في دولة الرفاه، ولكنني عجبت أشد العجب مما ذكر حول توافق الحكومة - إن صح ذلك - على هذا التعديل، الذي إن أقر فسيزيد من اختلال لحمة المجتمع، وسيضرب النسيج الاجتماعي في مقتل لمجتمع تتعدد فيه الأعراق والطوائف والقبائل والأصول، ويعاني أصلاً من اختلال تركيبته السكانية ومشاكل التجنيس العشوائي وقضايا التزوير والاستثناءات في مسائل استحقاق الجنسية، حتى أصبحت ظاهرة تحتاج إلى معالجة جادة.. فلماذا نزيد الطينة بلة؟ وما هو الهدف من تعديلات معروف مبعثها ومؤكد خطورة نتائجها على المجتمع والدولة؟ 

رجاء للمعنيين من النواب وللجميع.. اتقوا الله بوطن لا تزيده اقتراحاتكم إلا ضعفاً لبنيته واستنزافاً لموارده ومدخل سوءٍ واختراق لمستقبله.. كونوا حُماة له وليس أداة لإضعافه.. حمى الله الكويت من كل شر ومكروه. 

محشوم بوعبدالله 

بدايةً ألف مبروك للسيد محمد الصقر ولأعضاء قائمة الأسرة الاقتصادية فوزهم بمجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الكويت.. أعانهم الله على حمل الأمانة. 

وثانياً محشوم بوعبدالله عن كل إساءة أو سوء ظن تعرّض لهما بسبب تصريحه، الذي تناول فيه حقيقة تاريخية من دون إخلال أو قلة احترام لمكونات المجتمع الكويتي الكبير. 

جُبل أهل الكويت على الاتفاق بحب أو الاختلاف باحترام حول أمورهم وقضاياهم من دون الإساءة أو الانحراف بالقول أو الفعل.

ومن الثابت أن للتاريخ حضوره ووقائعه، التي لا يمكن طمسها أو تجاهلها.. فللوطن شخوصه المخلصون في مختلف المواقع من جميع الفئات، ممن ساهموا في رسم مسيرته التاريخية، وله أبناؤه الذين يشكلون حاضره الحالي ويتعاونون من دون تمييز، وله أجياله التي تستشرف مستقبله، وبهذا التتابع تتطوّر الأمم وترقى. 

ست لولوة

كم أسعدني اتصال ست لولوة القطامي وتفضّلها بتصحيح معلومة وردت في ورقتي حول «دور عبدالعزيز حسين في خريطة التعليم النظامي في الكويت» كمدير للمعارف. 

حيث بيّنت مشكورة أن أول من مكّن الفتاة الكويتية من الابتعاث للتعليم خارج الكويت هو المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس المعارف آنذاك، حين أمر بضمها وهي الطالبة لولوة عبدالوهاب القطامي إلى برنامج الابتعاث الحكومي عام 1952 في لندن، ثم تبعتها بعد ذلك بعثة أخرى مكونة من 15 فتاة إلى القاهرة.. تاريخ ناصع ساهم الاثنان ـ رئيس المعارف ومديرها ـ في رسمه، ورائدات كويتيات نفتخر دائماً بهن وبريادتهن. 

*** 

نبارك للجميع قدوم شهر رمضان الكريم، أعاده الله على الأمتين العربية والإسلامية، وكل عام وأنتم بخير.. ولقائي معكم بعد الشهر الكريم.

تعليقات

اكتب تعليقك