عندما يساوم الأهل على زواج بناتهم!!

محليات وبرلمان

1597 مشاهدات 0


فرص زواج الفتيات مع مرور الزمن تتضاءل مع مرور الزمن نتيجة عوامل كثيرة تحيط  بها ،   وهذه  العروض ليست مستمرة و لا مخيرة دائما بمن يأتي ليتقدم لها، وللأسف تجد بعض الأهالي يعتقد أن رفضهم لمن يتقدم سيزيد من فرص جلب  الأفضل لها  والأكثر دفعا للمال،  و قد ينتظر بعضهم  نتيجة رفض من يتقدم وتوجيه رسالة  لأبناء العم للتقدم بدلا من الغريب من خارج العائلة فتظل الفتاة تنتظر 'عريس الغفلة '  على أمل أن يجتاز اختبارات  قبوله من أسرتها  الكريمة التي تضع معايير خاصة لها دون مراعاة لرغبات الابنة أو حتى أخذ رأيها بهذه الزيجة، لأنها بنظرهم  أقل دراية بما يتعلق بالزواج.
نسبة العنوسة في الكويت مرتفعة و الفتيات الكبيرات في السن اللاتي لم يتزوجن أيضا بتزايد، و قد أحاطت بهن عوامل كثيرة منها الوضع الاجتماعي والشروط العائلية الكثيرة التي توضع أمام كل من  يتقدم لهن،  بالإضافة للمعيار الشكلي الذي لا يعتبر أحيانا مهما بقدر ما تسبقها شروط أخرى تقف حائلا أمام زواج العديد من الفتيات في الكويت، لكن الأدهى أن يكون أقرب الناس لتلك الابنة الراغبة بالزواج هم أهلها كالأب أو الأم أو الأخوة الذين يرغبون بجني الأرباح من وراء زواجها وتحقيق أكبر قدر من المبالغ المالية التي تتعدى بعض الأحيان عشرة آلاف دينار كويتي، وكأن العملية  مزاد يتم به المساومة للوصول للسعر الذي يحلم به كل من يجدر به أنه يبحث عن سبب مقنع لرفض الزواج كأن يكون المتقدم مثلا ذو سمعة سيئة أو غير جدير بابنتهم لسبب يكفي أن يتم رفضه،  وليس من أجل تقديم مهر مرتفع لاقتسام الغنيمة من وراء هذه الزيجة،  أو يبقى الحال كما هو عليه دون زواج و تبقى الفتاة في منزلها براتبها الذي يساهم بالكثير من الإنجازات التي لا يقوم بها حتى الرجال  الذين لا يشاركون أهاليهم بالتزامات مادية كثيرة، والتي يجب أن يقوموا بها نتيجة تعذرهم بمتطلبات الحياة الكثيرة التي تحيط بهم، بينما الفتاة يستقطع جزء من راتبها لتشارك أسرتها في المساعدة المادية لرد الجميل لهم، ولكن هل قدر الأهالي هذا الأمر وسعوا جديا بتزويج بناتهم اللاتي يجب أن تكون لهن أسرة يعتنون بها كما اعتنوا أهاليهم بهم، لكن عنصر الطمع قد طغى البعض منهم رافضا أن تتركهم ابنتهم إلا بسعر مرتفع أو تظل لديهم وهم في الحالتين مستفيدين من ذلك، دون مراعاة لحاجات ورغبات الابنة كما يظنون أو يرسموا لها أن بقاءها معهم هو الأفضل، والزواج هو قسمة ونصيب فلم يحالفهن الحظ، وتذكيرهن ببعض النساء من الأسرة أو خارجها اللاتي تعرضن لزيجات فاشلة وطلاق ومشاكل كثيرة قد تم انقاذهن منها بعدم الزواج، وكأنهم على يقين بأن الابنة ستكون أحد أبطال هذه القصص المأساوية التي تحدث من جراء الزواج.     
في الماضي كان الرجل حين يتقدم لخطبة الفتاة يرد عليه والدها بعبارات جميلة ومؤثرة مثل 'لو انها ذبيحه ماعشتك' أو 'ياولدي خذها بعباتها' لأن الرجال في ذلك الزمان يشترون الرجال دون النظر للمقابل، ولايزال منهم من يعيش بيننا حاليا ولكنهم قله، فالأغلبية وصل الطمع والجشع بها حتى في الزواج.

 

الآن - تقرير: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك