محمد السودي: من عذابات الفيتوري
فن وثقافة#شعر
محمد السودي مارس 14, 2022, 3:44 م 529 مشاهدات 0
"الأرض أعرفها عمياء يلبسني
ظلامها منذ ميلادي إلى الأبدِ"
هي آهة قهرٍ عالقة في شباك المأساة، حين تتراكم ظلمات الجور ويتعذر ميلاد العدالة في عالمنا البشري الموبوء بالعنصرية.
من اليمن يصافحنا الشاعر محمد السودي بهذا النص الإنساني الرائع ، المشحون برائحة الحياة التي مازالت تحلم بغدٍ حُرٍّ يحررها من أسيجة الشقاء،
يبدؤها السودي ببيتين .. شهقتين للشاعر محمد الفيتوري :
جبهة العبد ونعل السيدِ
وأنين الأسْود المضطهدِ
تلك مأساة قرونٍ غبرتْ
لم أعد أقبلها لم أعدِ
ثم يزجي محمد السودي قوافل قصيدته قائلا:
من غُربَةِ اللونِ أم من غُربَةِ البَلَدِ
في الغربتينِ اكتئابٌ يرتَدِي جسدي
.
.
الأرضُ أعْرِفُها عمياءَ ..
يلبسُني ظلامُها
منذ ميلادي إلى الأبَدِ
.
.
دخلتُ معركَةَ الأسماءِ ..
كان مَعِي ظِلٌّ خَفِيفٌ
وصوتٌ بُحَّ من كمَدِ
.
.
دخلتها ولداً
ملقى على ( جرُفٍ هارٍ )
ويمشي على ( حَبْلٍ من المسدِ )
.
.
ورحتُ للساحِلِ المغمورِ ..
أسمع في موجِ الغروبِ حنينَ الرملِ للزبدِ
.
.
وكنت أُبصِرُني
- والليل يدفُن في صدري السهامَ -أعاني دونما أحَدِ
.
.
وظَلْتُ أبحَثُ عن ضوءٍ يصافحني
مدَدْتُ كفيَ أعواما ..
ولم أجِدِ
.
.
قد كانتِ الأرضُ سجنا ضَيِّقاً
وأنا في أولِ القهرِ أتلو دمعَ مُضطَهَدِ
.
.
( غنيتُ للقارةِ السمراءِ ) *
كنتُ أَعِي أحزانَها
وأغنيها بلا عَدَدِ
.
.
غنيتُ للجائعينَ / الخائفينَ
وللمرابطينَ على بوَّابَةِ النكَدِ
.
.
غنيتُ غنيتُ .. ما أجَّلتُ قافيةً
لأن أغنيَةَ الأحرارِ مُعتَقَدي
.
.
( في الشمسِ أرقُصُ عريانا ) *
أغادِرُ من هذا الجنونِ
وأمضي - ثائرا – لغدي
.
.
( عصفورَةُ الدَّمِ )* طارَتْ في مَعَارِجِها
من بعدما رأَتِ الأغلالَ قربَ يدي
.
.
يطوف حولي جحيمٌ ماردٌ
وأنا تحتَ الرَّمادِ
أجاري النارَ بالجلدِ
.
.
بداخلي الجمرُ يعدو وهو متقدٌ
مُخَلِّفاً في دمي جيشاً من العُقَدِ
.
.
وكلما انحسَرَتْ في الصدرِ جذوَتُهُ
صاحَت بها القَسوَةُ الرَّمليةُ اتقدِي
.
.
أجول في وطنِ الفوضى ..
أرى مُدناً من البكاءِ رماها الوقتُ بالكبَدِ
.
.
وأقتفي ظمأَ الإنسانِ مغترباً
أقول للغيمَةِ الأفَّاكَةِ ابتعدي
.
.
لفَرْْطِ ما تهتُ في المنفى بلا وطنٍ
تفوحُ رائِحَةُ الصحراءِ من جسدي
.
.
لأن بي تيهَ درويشٍ
أسافِر في المرآةِ أبحَثُ في المجهولِ عن مَدَدِ
.
.
لأن بي قلبَ درويشٍ
أضأت بما يكفي
ليهزِمَ قلبي ظلمةَ الأمدِ
.
.
لأن بي حزنَ درويشٍ
رحلتُ إلى ( أرضِ اليبابِ )
وحتى الآن لم أَعُدِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أغاني إفريقيا و أحزان إفريقيا .
* عريانا يرقص في الشمس
* عصفورة الدم
عناوين لدواوين شعرية لمحمد الفيتوري .
تعليقات