حسن سلمان كمال: نبضٌ في قلب الذكرى

فن وثقافة

#شعر

حسن سلمان كمال 444 مشاهدات 0


الشاعر البحريني القدير حسن سلمان كمال في قصيدته الجميلة جدا  والنابضة  بروح الحكمة ،يستذكر أيام الصبا والشباب بكل ماتنطوي عليه من قوة وطموح ومغامرات ويخاطب الآخر أن لايغتر بفورة الشباب وجماحه ، فلابد للغصن اللدن أن يجتاحه اليباس، ولابد للنجم الساطع أن يعتوره الأفول:

يمضي بنا العمر حتى نبلغ الكِبرا
كي نستريح نسوراً في علاً وذُرى

نرنو بأبصارنا للسفح في عجبٍ
فما عسانا بهاتيك السفوح نرى

فرخاً  غريراً  أبى  إلا  مغامرةً
فمااستطاع فأهوى بعدُ وانتحرا

وذاك ظنَّ بأنَّ العمر في خلَدٍ
حتى أتته النُّهى في عمرهِ غِررا

وثالثاً عقَّنا  في يسر  مطلبنا
فما أقام  لنا عشًّا  ولا  حضرا

تكاد تصمتني الذكرى إذا نطقتْ
حتى أُصيخ لها الأسماع معتبرا

كان الصبا والشباب الغض ملء يدي
فصار كالبحر بعد المد قد جزرا

في الأمسيات لكم طوَّقتُ فاتنةً
وقد سريتُ أناجي النجم والقمرا

إذ بادلتني رسالات الهوى عجباً
وأرسلتْ لي بها منديلها العطِرا

لقد شربنا  كؤوساً أنت  تشربها
وإن سكرنا  فإن الدهر ماسكرا

أنت  القويُّ  فقد  كنا   لقوتنا

لونضغط الصخر لان الصخر وانكسرا

أنت الوسيم فقد كانت وسامتنا
تذيب قلب عذارى الحيِّ والنظرا

رحنا وراحو  وراحت كل  أمسيةٍ
كان المغني بها قد داعب الوترا

غداً .. إذا كرّت الأعوام وانصرمتْ
لسوف تدركُ أمراً عنك قد سُتِرا

كل  الحياة  هباءٌ  لايدوم   بها
شيٌ وإن طاب في عينيك أو بهَرا

والأرض تطوي وقبض الريح ماوهبت
كانوا عليها  فهل تلقى لهم  أثرا؟!

تعليقات

اكتب تعليقك