فيحان العتيبي يشيد باستقالة معصومه ويتحفظ على كلماتها

زاوية الكتاب

كتب 509 مشاهدات 0


احتراق أول وزيرة كويتية! د. فيحان العتيبي الإثنين, 27 - أغسطس - 2007 لا شك أن استقالة وزيرة الصحة معصومة المبارك من منصبها بعد نشوب حريق مستشفى الجهراء، تعتبر قرارا شجاعا وجريئا يسجل لأول امرأة كويتية تولت المنصب الوزاري في الكويت، ونحيي إيمانها بأن المسؤولية السياسية والأدبية تتطلب منها الاقدام على هذا القرار، ولكي تطبق على أرض الواقع نصوص الدستور الذي لا يعفي الوزير من تحمل المسؤولية السياسية في وزارته، سواء كانت بعلمه أو بغير علمه، ومهما صغرت أو كبرت، ولتكون مثالا يحتذي به باقي الوزراء. على الرغم من أن وزيرة الصحة تأخرت بعض الشيء في تقديم استقالتها أكثر من يومين على نشوب الحريق، وعلى الرغم من أن هناك من يربط الاستقالة بتقديم الاستجواب المقدم من النائبين الدكتور وليد الطبطبائي والدكتور فيصل المسلم، إلا أن القرار تاريخي ويستحق الاشادة، مع تحفظنا على ما ورد في الكتاب الموجه إلى رئيس مجلس الوزراء، لأن فيه تجنيا واضحا على أعضاء مجلس الأمة، وتضمن مغالطات وقعت فيها الدكتورة معصومة المبارك. الوزيرة المستقيلة تقول في نص استقالتها: «منذ تسلمي الوزارة وهي تعاني من مشكلات كثيرة وصعوبات متراكمة منذ سنوات طويلة، ورغم ذلك توليت هذه الحقيبة، إلا أن بعض أعضاء السلطة التشريعية أبوا إلا أن يتدخلوا في أعمال الحكومة والوزارات، بما في ذلك الصحة». الحقيقة أن هذا التبرير غير مقنع ولا يبرئ الوزيرة من مسؤولية قبولها المنصب الوزاري، لأن الكل يعلم أن الصحة تعج بالمشكلات وتعاني من أخطاء وزراء سابقين، لكن الدكتورة معصومة منذ أن وطئت قدماها الوزارة، وهي تبشرنا بأن تجعل العلاج في الداخل ينافس العلاج في الخارج، فلماذا لم تتذكر الوزيرة بأن الوزارة متخمة بالمشكلات إلا بعد خروجها منها؟ وإلقاء مسؤولية عدم الإصلاح في الصحة على النواب، وتدخلهم في أعمال الحكومة والوزارات لا يعرقل القرارات الإصلاحية التي لم نلمس شيئا منها في عهد معصومة المبارك، ونتساءل: لماذا كل هذا السكوت طوال هذه المدة عن التدخل النيابي؟ ولم تكشف الخفايا من الأمور إلا في هذا الوقت؟ الوزيرة المستقيلة تضيف في كتابها: «إن الاتهامات قد طالتني منذ اللحظة التي توليت الحقيبة، لأسباب لا تخفى عليكم دوافعها، وإنني فضلت استقالتي حتى لا يستغل البعض ما جرى لحرق ديرتنا». يا للعجب من كلام معصومة المبارك التي تريد كسب التعاطف معها، والإيحاء بأنها كانت مستهدفة منذ يونيو 2005، ولم تفصح عن سبب استهدافها، وهل كان بسبب أنها امرأة أم لأنها شيعية؟ فأين الاستهداف يا دكتورة عندما توليت وزارة التخطيط ثم وزارة المواصلات، ثم أعطيت الفرصة تلو الأخرى والنصيحة بعد النصيحة أثناء توليك وزارة الصحة؟ إن هذا التبرير يقلل من قيمة قرار الاستقالة ومردود عليه بسهولة. نتمنى من معصومة المبارك ألا تحرق الديرة - كما قالت في كتابها - بكلمات قد تؤدي إلى شق الوحدة الوطنية، ونرجو ألا تكون غير مقصودة!
الوسط

تعليقات

اكتب تعليقك