علي البغلي: إلى متى سنظل قابعين في بئر التخلف؟!

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 406 مشاهدات 0


الطفل المغربي ريان الذي تابع العالم كله بمن فيه العالم العربي المتخلف، محاولات إخراجه من البئر التي انحشر بها لأيام عدة، لتوافينا الأخبار بأنه انتقل إلى رحمة الله تعالى، راجين له الرحمة والمغفرة، ومثواه ومن ماثله من أطفال عالمنا المتوحش في اليمن والعراق وسوريا وبلدان أفريقيا وآسيا، وكل طفل قضى نحبه بسبب نزاعاتنا وخيبة حراكاتنا. 

*** 

لا أدري لماذا تلبستني فكرة وضع المرحوم ريان في أسفل البئر مع وضعنا السياسي والاجتماعي المعاصر في الكويت، فنحن لم يكتفِ وضعنا المتدهور بتداعيات وباء كورونا وما صرف عليها بحق ومن دون وجه حق، الذي أصبح البعض منا ومن يحيط بنا من ذوي الملايين من دون تعب ولا نصب. 

*** 

وهذا ليس بموضوعنا.. موضوعنا عن وضعنا في أسفل بئر المدنية والتقدم بسبب خوف الحكومة من بعض نواب مجلس الكراسي الموسيقية وحذف الأحذية والألفاظ الشوارعية، التي يخاطب عدد منهم بعضهم بها، ويوجهونها أحياناً للبارزين من أعضاء السلطة التنفيذية من العائلة الحاكمة أخيراً! والسبب برأيي أن السلطة التنفيذية تخشى على أعضائها الشيوخ أكثر من خشيتها على أعضائها من عامة الشعب. والثمن – وآهٍ من الثمن – يكون بالاعتداء على تقدمنا وحرياتنا الدستورية والتاريخية والاجتماعية، التي كنا نمارس نشاطاتنا تحت ظلها قبل أن يبتلينا متخذو القرار بهذه الكمية من الغرباء عما جبلنا عليه في مجتمعنا المتقدم. 

*** 

وإلا كيف نلتجئ للجنة فتوى ينتعش فيها أصوليو الاخوان والسلف، لكي يرسموا لنا حياتنا ويقرروا ان المرأة يجب أن تتحجب قبل الدخول للسلك العسكري، مع ضرورة أخذ موافقة والدها أو ولي أمرها أو زوجها؟! 

وكيف تمنع وزارة الداخلية ممارسة بعض الفتيات والنساء رياضة اليوغا بحجة أنها ممارسة كافرة أو غير إسلامية لمجرد بث أحد نواب «للخلف در» تغريدة في «تويتر» يحتجّ فيها على ذلك النشاط، وقبلها منع عرض شجرة عيد الميلاد في الأماكن العامة لإرضاء نواب وممثلي قعر البئر التي أصبحنا نقبع فيها بفضل جبن «رشيدتنا»، وتغول متخلفين في مبنى شارع الخليج العربي على سلطة «الرشيدة» المرتعدة! ويحق لنا هنا أن نتساءل: إلى متى سنظل قابعين في أسفل برج التخلف؟! 

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

المصدر: القبس

تعليقات

اكتب تعليقك