د.موضي الحمود: أعيدوا لنا كويتنا..!
زاوية الكتابكتب د. موضي الحمود فبراير 9, 2022, 9:38 م 329 مشاهدات 0
اقترب أو حتى فات موعد الإعلان عن أعياد الوطن، وابتعدت أو زالت مظاهر الاحتفال البريئة التي ينتظرها أطفالنا كالعادة وتهفو لها قلوب المواطنين المرابطين، الذين حرمتهم الجائحة من السفر والترحال وغيرهم من المتعلقين بالوطن في كل وقت.. حيث تهفو نفوس أهل الكويت إلى التعبير عن مشاعرهم، وينتظرون أي مظهر من مظاهر الاحتفال بأعياد الوطن، كما كانت العادة في السنوات السابقة عدا سنة الجائحة.
لكن حتى هذه اللحظة لا نرى في الأفق شيئاً من ذلك يلوح.. وأتساءل: ماذا حل بوطني؟! ولماذا أُهملت أعياده؟! ولماذا أصبح ما يشغل القوم اليوم هو الجدل والتطاحن حول عمل المرأة ورياضتها والحد من حرياتها؟! ويزيد الشحن والاستقطاب مع كل مساءلة واستجواب.. ومعها تنتعش بورصة الترضيات وتضيع الأولويات.
ما الخطب أيها الناس ونحن نرى كويتنا لا تشبه الكويت التي نعرفها؟.. ولماذا يحرص البعض على خلع جلد الكويت المدني المزدهر لِيُلبسها «جُبة» خشنة يتسلط فيها فكر لا يرى إلا نفسه ولا يقبل إلا رأيه؟ والمؤلم أن تخضع بعض الجهات الإدارية المسؤولة في الدولة وتسارع إلى الاستجابة له.. خوفاً أو استرضاءً لأصحابه.
أنا ومثلي كثيرون لا نستطيع الإجابة اليوم عن الأسئلة التي تنهمر علينا في كل لحظة من أبنائنا وطلبتنا وكثير من الشباب ممن يتساءلون: ماذا حل بالكويت؟ وأين الخلل؟ وهل من أمل؟ وما العمل؟ ولا نملك الجواب!.. فتلك الصرخة المستحقة التي أطلقتها بعض جمعيات النفع العام في بيان، وتلك الدعوة الكريمة من الجمعية الثقافية النسائية للتجمع في ساحة الإرادة مساء الإثنين الماضي.. لم تكن احتجاجاً على منع «دورة رياضية فقط»، وإنما كانت استشعاراً لخطر أصبح يهدد الحريات الشخصية للنساء والرجال.. وخشيةً من التحلل من دستور الدولة بإعمال الفتوى في مظاهر حياتنا القادمة!
نداء لمن قلبه على الكويت.. أعيدوا لنا كويتنا التي عرفناها واحة للعلم والثقافة والفن، جذبت قامات وهامات عربية وغيرها في كل مجال واختصاص، بينما تطفو اليوم على سطح أخبارها مغامرات تاجر الإقامات البنغالي وغاسل الأموال الإيراني ومن لف لفهما من مستفيدين.. وتزدحم شوارعها بالعمالة الهامشية التي أصبحت تضاعف أعباء الوطن وترهق بنيته التحتية والصحية وكل شيء جميل فيه.
رجاء ونداء نتوجه به إلى كل مخلص من العاملين في قطاعات الدولة المحبين لهذا الوطن.. ألا يمكن أن نعيد لوطننا هِمّة العمل الحقيقي الذي يبني مستقبله ويعيد له رونقه؟ ألا يمكن أن نعيد الفرح إلى قلوب أطفالنا؟ ونزرع في نفوسهم روح الاحتفاء بأعياد الوطن؟ ألا يمكن أن نرسم البسمة على وجوه شبابنا بعودة أمسيات مركز الشيخ جابر الثقافي الجميلة؟ ونشغل أوقاتهم برياضات وأنشطة متنوعة بريئة؟ دعوة مخلصة لعلها تحظى باستجابة من يقول وجب.
المصدر: القبس
تعليقات