علي البغلي: التزمُّت بالرأي

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 393 مشاهدات 0


أصوليو زمننا هذا ونحن في أول عقدين من القرن الـ21 زادوا وتضخموا في الكويت، ومؤخراً في أفغانستان وقبلها في العراق وسوريا، عندما أطلق الأميركان ومن مشى في ركابهم من الأشقاء نظام داعش الدموي المكفر.. 

نحن الآن في الكويت نجد نفوذ أصوليينا وأعني هنا «سلف وإخوان»، لأن أصوليي «ولاية الفقيه» و«حزب الله» معطتهم رشيدتنا «بو لباس» لإرضاء أصولييها من «سلف وإخوان»، ويا ليت أن ذلك الدلال الحكومي من رشيداتنا ملأ عيون «المدهون سيرهم» من «سلف وإخوان».. لا.. فهم يرضون على الرشيدة يوماً بالسكوت ويصارخون عشرة أيام بالندوات وعن طريق أصواتهم في مجالس مآسي الأمة التي جثمت أغلبيتها من أصوليين وجهلة على صدورنا منذ سنين حتى الآن.. بموجب مبدأ «رأينا وبس والباقي رأيه خس»!! 

وأنصع دليل على ذلك ما قام به وزير دفاعنا الشاب الشيخ حمد جابر العلي الصباح، وهو المنحدر من صلب شيخ تنوير الكويت الشجاع الشيخ جابر العلي السالم الصباح وزير إعلامنا السابق، وسيدة الأعمال الكبيرة الفاضلة ذات الحسب والنسب سعاد الحميضي، غفر الله لهما وجعل مثواهما جنان الخلد إن الله كبير قدير، وقد عرفت الاثنين شخصياً وكانت لي جلسات نقاشية مطولة معهما، ولم أر أو أسمع منهما إلا كل الخير للكويت وأهلها، خصوصاً في المجالات التنويرية..

*** 

أحوالنا مؤخراً تبدلت خصوصاً عندما سلمت رشيداتنا الخيط والمخيط لأصولييها الذين ملأوا الأرض صراخاً وزعيقاً وطلبات، لهم ولمن يعز عليهم. فملأت أغلب الرشيدات جيوبهم وخزائنهم بملايين أهل الكويت «باردة مبردة»، ولكن كل ذلك «ما بيّن بعيونهم» لضعف الرشيدة في التعامل معهم، ما إن صرح حمد الجابر بقبول الإناث في الجيش حتى ملأ زعيقهم الآفاق وكأنه أمر بالتصريح لنوادي وشواطئ عراة أو زواج المثليين أو حرية العلاقة الجنسية بين الفتى والفتاة قبل الزواج؟! ليأتي الوزير لإسكاتهم، فيدعوهم إلى مقابلته بوجوههم المتجهمة رغم ابتسامتها، ويتعهد لهم بأن المرأة لن تدخل السلك العسكري الا بعد أخذ الضوء الأخضر من هيئة الفتوى والتشريع التابعة للثنائي الأصولي قلباً وقالباً؟! وهي هيئة بحكم قبضها لآلاف الدنانير من المال العام لا عمل لها ولا شغل إلا عندما يطلب منها ذلك، فتصدر الفتوى حسب أفكارها وتعليمها ومعرفتها، وقد تترك مجالاً بسيطاً لمعازيبها وأولياء نعمتها من الرشيدة لحفظ ماء وجه الرشيدة!! 

*** 

الكاتب والمفكر الرزين الأستاذ عبدالحميد الأنصاري كتب يقول «من الكتب المبكرة 2008 الناقدة لمسلكيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل تحجيمها.. إذ تحولت إلى هيئة بوليسية تسيء الظن بالناس وتحقق معهم وتشهر بهم ـ تقفل الأسواق للصلاة وتسوقهم كرهاً للمساجد {أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}». ونبشر أهل الكويت بأن هذه الهيئة قبرت فعلياً في بلدها، لكن أصوليي هذا البلد سارحون مارحون، لأن رشيدتنا تغمض عيونها عنهم، لأنها تفكر أن هؤلاء هم المنقذون لها عندما يبلغ السيل الزبى من رشيداتنا ويزيد فشلها في الإدارة والتنمية والتعليم والبنى التحتية، ويتضخم فساد سرقة بعض المنتمين لها بمليارات هذا الشعب الذي ابتلي بهكذا رشيدات!! 

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

تعليقات

اكتب تعليقك