د.مبارك العبدالهادي: صرخة وطن
زاوية الكتابكتب مبارك العبدالهادي يناير 27, 2022, 10:13 م 350 مشاهدات 0
لا أعلم من أين أبدأ وسط دوامة ووحل ومستنقع وتشابك وخلط للأوراق والقضايا وتبادل للاتهامات واستخدام للألفاظ البذيئة والأساليب الملتوية في تحويل الحقيقة إلى وهم والعكس صحيح، فهل هذه هي الأخلاقيات التي تكشف عن حقيقة البعض حتى إن كانوا يعبرون عن سخطهم وغضبهم عن بعض الأحداث، أم أنها أداة لتشويه عاداتنا وتقاليدنا وأخلاقياتنا عبر استخدام أوصاف يحظر تناولها وكتابتها؟
إن الأحداث الأخيرة التي طرأت على الساحة السياسية أصبحت محط أنظار واهتمام الجميع، وحملت معها آهات ومعاناة وتذمرا وعلامات استفهام كبيرة لا يلام أحد عليها، ولكن يجب التوقف عند ردة فعل غالبية مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين قادهم حماسهم إلى استخدام بعض الألفاظ التي تتنافى مع قيمنا ومبادئنا.
فالديموقراطية التي نتغنى بها ليست بالتجريح والهجوم الأعمى إنما بموضوعية الطرح والانتقاد وفق الضوابط المحددة، حتى لا يشاركوا في محو الحقيقة وتحويلها إلى مسار آخر يدخل في دوامة يصعب الخروج منها، فمهما كانت الظروف والمتغيرات الطارئة فإن حق التعبير عن الآراء يجب طرحه بأسلوب راق يعكس الأهداف الجميلة من الانتقاد لتقويم المسار وتقييم الوضع.
والمتابع للأحداث الأخيرة يعرف جيداً أن هناك من يسعى لدس السم في العسل وإشغال الشارع في خلافات حتى يستمر في تمرير أعماله غير المشروعة، بل إن هناك من يعمل على "حرق" كل من يعترض أهدافه ويمنع أساليبه الملتوية، وسياسة خلق الفوضى هي إحدى ركائز هؤلاء الماكرين الذين أصبح لكل منهم أدواته "وشبيحته" لتسديد الكرة في مرمى خصومه، بل يستمدون قوتهم من ذلك رغم ضعفهم.
على العقلاء التهدئة ومنع تأجيج الأمور حتى لا تسنح للفاسدين والمفسدين الفرصة لاستثمار ذلك، ويجب أن يدرك المتحمسون أن هناك من يتربص للإيقاع بهم، كما أن إقحام من ليس لهم ذنب في تأجيج الوضع هو أسلوب الضعفاء الذين ليس لديهم حجة أو برهان، خصوصا أن الكثيرين أصبحوا يفقهون في كل شيء رغم أنهم بعيدون كل البعد عن الواقع، وهؤلاء عليهم ترك الساحة لأهل الخبرة والاختصاص حتى لا نضيع في حوارات لا تمتّ للقضية بصلة، لأن أساليب الهمز واللمز لن تجدي نفعاً، علاوة على هذا هناك من يتم اقتيادهم كقطيع أغنام ليصبحوا أدوات بيد غيرهم ويتسابقوا على تنفيذ ما يطلب منهم تحت حجج واهية بينها الفزعة الغبية.
فارحموا هذا الوطن الجميل الذي أصبح ينزف كل يوم بسبب أحداث ومفاجآت غير متوقعة وصدمات لا يحتملها العقل بعد أن تعب القلب من كثرة الجلطات.
تعليقات