د.موضي الحمود: الاقتراب من ذوي الهمم وعالمهم الخاص

زاوية الكتاب

كتب د. موضي الحمود 380 مشاهدات 0


بــعيداً عــن هــذا الــصخب الــسياســي الــذي مــلأ حــياتــنا وحــجب اهتمامـنا عــن كــثير مــن الــقضايــا الإنــسانــية المســتحقة فــي وطــننا.. نمسـي عــلى ادعــاءات ونــصبح عــلى مــناوشــات واتــهامــات ونــعايــش مـظاهر الـتشابـك بالأيدي و«العُقل» في قاعة وجب أن يتمثل فيها الحوار الراقي والإنسانية الحقة.. فإلى الله المشتكى!

فـي هـذا الـوسـط المـتشنج مـع كـل اسـتجواب ومـساءلـة.. لـم يـعد يـثير انـتباه مـسؤولـينا ونـوابـنا تـلك الـحاجـات لـــفئات تـــعيش بـــيننا ويـــعانـــي الـــكثير مـــنها مـــن عـــدم اهـــتمامـــنا نـــحن الأصـــحاء، مـــمن نـــنظر فـــقط إلـــى عـــالمـــنا الممتلئ بالإثارة السياسية من دون الالتفات لغيرنا.

مـــكالمـــة هـــاتـــفية أعـــادتـــني إلـــى الـــتفكير والـــنظر إلـــى مـــا غـــفلت عـــنه وكـــانـــت مـــن أم أحـــد الشـــباب مـــن - ذوي الـهمم - أو ذوي الاحـتياجـات الـخاصـة مـن الـبدون، تـسألـني عـن إمـكانـية إيـجاد مـقعد فـي إحـدى المـدارس أو دور الـــتأهـــيل لابـــنها المـــعاق الـــذي لا تـــنطبق عـــليه المـــادة 2/‏1 مـــن قـــانـــون 2010/‏8 الـــذي يـــكفل كـــثيراً مـــن الــحقوق المــاديــة - وأكــرر المــاديــة - فــقط لــذوي الإعــاقــة مــن الــكويــتيين والــبدون مــمن تــنطبق عــليهم هــذه المــادة، بينما يُحرم غيرهم من هم خارج نطاقها..!

عــدت فــي ذهــني إلــى بــدايــة الــتواصــل مــع عــالــم - ذوي الــهمم - الـممتلئ بـالتحـدیـات مــع إنــشاء «معهــد فــوزيــة السـلطان الـتأهـيلي»، ثـم لاحـقاً بـاتـصالـي مـع أسـر وطـلاب «مـدرسـة خـليفة لـذوي الاحـتياجـات الـخاصـة».. كـــرم الـــدولـــة واضـــح لـــبعض هـــذه الـــفئات مـــن نـــاحـــية المســـتلزمـــات المـــاديـــة والأدوات والمـــصاريـــف الـــدراســـية والــــصحية.. ولــــكن ما زال هــــناك قــــصور واضــــح فــــي اســــتيعاب المــــؤهــــلين مــــنهم مـن ذوي الــــقدرات المــــتميزة والإبــداعــات المــتعددة فــي ســوق الــعمل ومــؤســسات الــدولــة.. ولــعل مــا شــدنــي أكــثر مــا قــرأتــه فــي الأمــس لمــا نُشــر فــي إحــدى كــبريات وكــالات الأنــباء الــعالمــية عــن الــشاب الــهندي الأعــمى «ســركــانــث بــولا» الــذي عــانــى مــن الــفقر والإعــاقــة فــي مــديــنة - حــيدر أبــاد - رغــم قــدراتــه الــعالــية فــي الــريــاضــيات والــعلوم ولــم تــقبله أي جــامــعة هـنديـة لإعـاقـته. لـم یـیأس وتـواصـل مـع غـیرها، فـاسـتقبلته جـامـعة MIT الأميركية وهـي الأولـى فـي الـعالـم الآن، ليتخــرج فيها بــتفوق.. وبــمساعــدة مجــموعــة خــيريــة أقــام شــركــته الــصغيرة فــي مــديــنته ووظــف فــيها 300 عــامــل مــن ذوي الإعــاقــات المــختلفة.. لــتكبر الشــركــة ولــيصبح مــديــرهــا الــتنفيذي هــو الــشاب الأعــمى حــديــث التخـرج.. حـیث يـرأس ويـديـر شـركـة رأسمـالـها 48 مـليون دولار! هـذه ليسـت معجـزة، ولـكنها الـبيئة المـناسـبة التي احتضنت هذا الشاب على الرغم من إعاقته وفقره لتخلق منه قصة نجاح.

كـــم مـــن الشـــباب ذكـــوراً وإنـــاثـــاً مـــن الـــكويـــتيين أو مـــن الـــبدون مـــن - ذوي الـــهمم - يـــعيشون بـــيننا ويحـــلمون بـفرصـة لاسـتثمار طـاقـاتـهم المـبدعـة.. ولـكننا مـع الأسـف تـناسـينا حـقهم عـلينا فـعاشـوا بـيننا حبيسـين داخـل إعاقاتهم في عالمهم الخاص فلا استفادوا ولا أفادوا الوطن.

هم یـنتظرون أن تُفتح لـهم أبـواب دور الـعلم والـعمل من دون الـنظر إلـى إعـاقـتهم، فـتلك الإعـاقـة لـم تـفرق بـينهم حسـب جنسهم أو جنسيتهم.. وعناية الله تشمل الجميع وكذلك يجب أن تكون عناية الدولة.. والله الموفق.

***

مبروك بوخالد، ولنا عودة مع ضوابط العسكريات،،،

انتهى الاستجواب المقدم لنائب رئيس الوزراء وزير الدفاع بنيله ثقة نواب الشعب داخل المجلس وثقة افراد الشعب خارجه... أغلبية نيابية وشعبية تآزر كل من تحلى بالامانة والاخلاص ونظافة اليد من الوزراء أو القياديين... أما الضوابط والشروط التي وضعت للمرأة في السلك العسكري، فتلك حكاية تراجع أخرى لنا معها عودة... مبروك بوخالد الثقة.

*ذوو الـهمم: مـصطلح تـم إطـلاقـه عـلى ذوي الاحـتیاجـات الـخاصـة مـمن لـدیـهم همم وقـدرات ومـهارات خـاصـة فـي الـتعلم والـفن والریاضة.

تعليقات

اكتب تعليقك